الحبُّ من الأمور القلبي التي لا يوجد أي شيء في العالم يمكن أن يقيسه أو أن يعرف مقداره، فمن المُضحِك أن يقول أحد لزوجته "أنا أُحِبُّكِ أكثر من حبك لي"، ففي حال عدم وجود مقياس؛ يكون من المستحيل معرفة من يحب من أكثر. والحب كونه أمراً قلبياً؛ فإنه كذلك لا يُرى بالعين المُجرَّدة، هو موجود مثل الكهرباء ولكن لا يمكن قياسه مثلها، ولكنه يشترك مع الكهرباء في خاصية مهمة جداً، وهي أنه يمكن رؤية آثاره، فالحب تُرى آثاره على من يحب، فمن كان الحب يسكن قلبه لا يستطيع أن يخفي حبه عن الناس، وحتى لو استطاع أن يُخفي عن الناس جميعاً؛ فإنه لا يستطيع أن يُخفيها عن محبوبه مهما بلغت حنكته وسيطرته على مشاعره.
إن من أعظم أنواع الحب وأسماها هو حبُّ الرجل لزوجته، فزوجته هي نصفه الثاني وشريكة حياته، وليس اجمل وافضل من أن تُكلَّل هذه الشراكة بالحب، فالحب هو ما يُضفي عليها جمالاً إضافياً؛ ويجعل الإستمرار في هذه العلاقة الرائعة أجمل، فتكون الأيام القادمة أحلى من التي تسبقها، ويكون كل يومٍ هو يوم جديد مملوءٌ بالحب والحنان الذين نتمنى ألا ينتهيان من بيوت عائلاتنا.
على عكس المرأة؛ فالرجل كائنٌ عقلاني بطبيعته، لا يهتمُّ كثيراً للأمور التي تعتني بها المرأة وتتمنى أن تحصل عليها من زوجها، فمن وجهة نظر معظم الرجال؛ فإن هذه الأمور سطحية ولا يجب أن يُلقوا لها بالاً، ولكن هُناك أمور يقوم بها الرجل تكشف عن حبه لزوجته، ويجب على الزوجة أن تتلقف هذه الإشارات وتعمل على تنميتها لتظل تشعر بحب زوجها. فالزوج إن لم يحضر هدية لزوجته في كل مناسبة؛ فهذا لا يعني أنه لا يحبها، بل من الممكن أن يكون محتاجاً إلى تذكيرٍ بسيط، ولكنه حين يُحضر هدية يكون قد صرف الكثير من الوقت في التفكير بها. يمكن أن تشعر المرأة بحب زوجها إذا لاحظت أن زوجها يحب أن يقضي الوقت معها في البيت، يجلس جوارها ويستمع إليها، يُفتِّش عن أي موضوع ليفتحه معها ويُناقشها، يأخذ برأيها في كل المواضيع التي تشغل باله، يدفن سرَّه عندها لثِقته التامة في أنه لن يخرج من عندها لأحد.
عندما يرفض الرجل أن يذهب إلى مكانٍ ما لوحده؛ أو أن ينام لوحده؛ ويطلب من زوجته أن تأتي معه أو أن تُشاركه الفِراش ليس من أجل رغبة جنسية لديه؛ فهذا دليل على حبه لها. حتى طلبه لها على فِراش الزوجية، كلما زاد وتكرَّر كان لزيادة حبها في قلبها، فهو يرغب في أن يكون معها لأطول فترة زمنية ممكنة، وخصوصاً أنه يقضي مُعظم اوقات يومه في العمل. تعلُّق الزوج بأي شيء في البيت لأن لكِ فيه ذِكرى عنده؛ أو تقديره لذوقك في تغيير ديكور البيت؛ أو مساعدتك في بعض الأعمال المنزلية وعدم الإنزعاج منها أثناء تواجده في البيت؛ هذا دليل على حبه لكِ. إن من أعظم أدلة حب الرجل لزوجته؛ هو محبته زيارة أهلها، فيشعر بالسعادة للذهاب إليهم ولا يستعجل الذهاب إلى بيته، يجب الجلوس مع أشقاء زوجته وأبيها إن وُجد، يجب طعامهم وكلامهم وكل ما يصدر منهم، يعاملهم كما يُعامل أهله تماماً. فإن أبدى الرجل هذه العلامات و دلائل أو جزءاً منها، فهي دليل على حب الرجل لزوجته، ومن المفترض على الزوجة أن تصغي لهذه العلامات و دلائل وتحاول أن تزيد من مِقداره حبه لها.
