بدأ مصطلح الرومانسية في فرنسا مع نهاية القرن الثامن عشر، وهو مصطلحٌ يدلُّ على حركة أدبية وفنية وفكرية، وتؤكد هذه الحركة بأن المصدر الحقيقي للتجارب الجمالية ينبع من قوة المشاعر والخيال والعواطف. وفي عصرنا الحالي؛ أصبح لهذا المصطلح معنى آخر، فهو لم يعد يُعنى بالأدب والفن كثيراً، بل أصبح أكثر ارتكازاً على المشاعر في العلاقات الإنسانية، وأصبحت مُرادِفاً لكلمات وعبارات الحب؛ وتجسيد الحب بين طرفين عن طريق أمور تمت تسميتها بـ "الرومانسية"، وذلك تعبيراً عن الأمور التي يفعلها طرف من أجل الطرف الآخر الذي يُحِبُّه.
يكثر دائماً التساؤل عن رومانسية الرجل، فلأن الرجل عقلاني بطبيعته؛ يكون من الصعب إظهار عواطفه لزوجته بالطريقة التي تتمنى أن تراها منه، ولكن كل رجل يمكن أن يكون رومانسياً؛ وذلك بعمل أمورٍ بسيطة ليُظهِر جانبه العاطفي لزوجته. بداية؛ يمكن أن يقوم الزوج بإسماع زوجته كلام الغزل الناعم والرقيق؛ على أن يكون نابِعاً من قلبه، كِتابة ملاحظة لها بطريقة شاعرية عن عُمق مشاعره تجاهها ومدى تعلُّقه بها، وتكون كلماته هو؛ لا كلماتٍ انتقاها من كتاب. حاول أن تجلس معها في البيت، أشعرها بأن وجودك إلى جوارها هو أكثر ما تطلبه في هذه الحياه، حاورها وناقشها، خذ برأيها في أمور حياتكم المشتركة، ساعدها في أعمال المنزل التي تستطيع القيام بها، لا تتكلَّف ولا تتحامل على نفسك، فالمرأة ذكية وتستطيع أن تعرف متى يكون زوجها مُبالِغاً في تصرُّفاته. أظهر لها مدى اهتمامك بها وبطلباتها، اجعلها تلمس فيك رغبتك في البقاء معها لأنها هي عالمك كله.
تعتبر الهدايا من اكثر الامور الرومانسية التي يمكن أن يُقدّمها الرجل لزوجته، لا يجب أن تكون الهدية غالية الثمن، بل كلما كانت بسيطة كانت ذات قيمة أعلى لديها، تذكَّر مناسباتكم معاً وأخبرها كم تعني لك هذه المناسبات؛ وخصوصاً في ذِكرى زواجكم، فهي الذكرى الأعز لدى الزوجة، فلا تحرِمها من فرحة لو بسيطة في مثل هذا اليوم المميز. والهدايا التي تكون بدون مناسبة تكون الأقرب إلى قلب المرأة، كأن تُحضِر لها شيئاً لأنه أعجبك ووجَدتَه لائقاً بها، ولكن لا تُكثِر منها لأن لها ردة فِعلٍ عكسية خطيرة لدى المرأة. حاول أن تُشاركها في اهتماماتها، وأن تكون معها في الأمور التي تُحب أن تفعلها، فهي بهذه الطريقة ترى فيك الشريك الحقيقي لحياتها؛ وليس فقط شريكاً لها على مائدة الطعام والفِراش.
إن الرومانسية ليست كلمات وعبارات مُنمَّقة وذات لحنٍ جذَّاب، هي مجموعة من الأحاسيس التي يكون إيصالها بالطريقة الصحيحة للزوجة له أثرُ السحرِ عليها. إن الكلمات وعبارات ومهما كانت جميلة وشاعرية؛ لا تكون ذات قيمة إن لم تقترن بالإحساس، فلا توجد امرأة في العالم ترغب في أن يقول لها زوجها بانه يُحِبُّها؛ ولكن تصرُّفاته لا تدُلُّ على ذلك، المرأة كائنٌ عاطِفي، تحتاج أن تشعر بعواطف زوجها لا أن يقولها في جلسةٍ هادئة؛ ولا أن يكتبها على قصاصة ورقٍ برَّاقة. اجعل احساسك يصلها؛ فيَصِلُكَ قلبُها على طبقٍ من ذّهب.