حكم النوم بعد العصر :
يعتبر النوم من أهم الأمور التي يقوم بها الانسان الطبيعي في حياته ، فهي رد فعل طبيعي للأمور التي تحدث معه خلال اليوم ، فيتعرض الجسم للتعب ، ولا يجد الوسيلة المناسبة للراحة إلا من خلال النوم في فترات محددة من النوم ، ويعتبر النوم عند بعض الناس من الأمور المقدسة التي يجب ألا تمس ، وأن الوقت الذي نقضيه في النوم يجب ألا يكلل بازعاج أحد ما من أفراد العائلة ، ولا حتى على سبيل المزاح ، لأن النوم يعمل على مد الجسم بالطاقة اللازمة لمواصلة أعباء اليوم بدون الشعور بأي انهيار قد يصيبنا في الأوقات المختلفة من النهار ، والمعروف صحياً أن النوم لا يجب أن يزيد عن ثماني ساعات في فترة الليل ، ولا بأس من النوم في فترة ما بعد الظهر او مايسمي بالقيلولة ، فهي تساعد الجسم على تجديد النشاط ، ومواصلة الأعمال ، بدون الشعور بالتعب أو الارهاق ، وقد اعتبر النوم في فترة الظهر من أهم الأوقات التي من الممكن أن يستلقي فيها الفرد ، ومن الممكن أن تمتد لساعتين متواصلين ، بحسب مقدار الجهد المبذول من صاحبها ، ويجب ألا تؤثر على العمل المتبقي خلال اليوم ، ولا ننسى أن النبي صل الله عليه وسلم كان يستلقي في الفترة الممتدة ما بعد الظهر إلى قبل العصر ، على سبيل الراحة ، واتباع هذه الحالة هي اتباع لسنة من سنن النبي صل الله عليه وسلم ، ولعل الجميل في الأمر أن الدين الاسلامي يحث على ضرورة أن يكون الانسان بصحة جيدة ، حتى يتمتع بصحة جيدة ، تعينه على أداء الفرائض والعمل الجاد على الانتهاء والتخلص من الكبت والارهاق والضيق وغيرها .
حكم النوم بعد العصر : أما النوم في فترة العصر فقد كان فيه حديثاً أخر ، فالنوم بعد العصر يجعلك تشعر بالكسل بدل من النشاط ، كما يؤدي إلى تغيير في مواعيد النوم عند الأفراد ، فقد يجعلك تأرق خلال الليل ، وهذا أمر غير مقبول ، لأن ذلك سيؤثر على أداءك خلال اليوم التالي . وقد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم حديثاً يقول به " من نام بعد العصر فاختلس عقله ، فلا يلومن إلا نفسه ".
فالحديث فيه من الوضوح التام ، خاصة أنه منقول عن السيدة عائشة رضي الله عنها ، فقد حذر الدين من النوم في فترة العصر ، وذلك ليس لأن في الأمر حرمانية أو غيرها ، ولكن لأنها تؤذي الجسم ، وتؤدي لتهالكه ، فمن الضروري الابتعاد عن هذه الظاهرة ، والاكتفاء بالراحة وقت ما بعد الظهر ، فهي كافية لتجدد النشاط وتسعد الجسم ، والانسان بذااته .