هل يجوز تهنئة وترحيب المسيحيين بأعيادهم
سُئل ذات يوم فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله
عن حُـكم تهنئة وترحيب الكفار بعيد ( الكريسميس ) يعني بعيد الميلاد وهو أحد الأعياد الرئيسية المشهورة عند المسيحيين ؟
وكيف نردّ عليهم نحن المسلمون إذا ما عميت على أعينهم وبلغ بهم الحمق أن يهنئونا بأحد أعيادنا العظيمة ؟
وسألوه نسأل الله له الرحمة على كل ما قاله في حياته : هل يجوز أيضا لنا كمسلمين الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يُقيمونها هؤلاء القوم المثلثين غير التوحيديين بهذه المناسبة ؟
وهل سيأثم الإنسان إذا ما فعل شيئا مما ذُكِر بغير قصد ؟ وكان إنما فعله إما مجاملة أو حياءً أوخوفا أو إحراجا أو ما عدى ذلك من الما هى اسباب المعروفة وغير المعروفة ؟
وهل يجوز أيضا التّشبّه بهم في ذلك ؟
فأجاب رحمه الله ونسألها لها ولسائر المسلمين أجمعين الى يوم الدين - :
ان تهنئة وترحيب الكفار بعيد ( الكريسميس ) يعني الميلاد أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ( اتفاق من ؟ الله أعلم ) ، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – ( من أين نقل ؟. ) في كتابه أحكام أهل الذمة ، حيث قال :رحمه الله كذلك على كل ما فعله أو قاله في حياته ورحمنا نحن أيضا كذلك : أما التهنئة وترحيب بشعائر الكفر المختصة به فحرام أيها القوم بالاتفاق ( يحق لنا أن نسأل من أين هذا الاتفاق ؟ ) ، كمثل أن يُهنئهم مثلا بأعيادهم وصومهم وما شابه ، فيقول مثلا : عيد مبارك عليك ، أوأن يقول مثلا : تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو أيضا بمنزلة أن تُهنئة بسجوده للصليب بل إن ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً كذلك من التهنئة وترحيب بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الحرام ونحوه . وان كثيرا ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، وهو لا يدري قبح ما فعل ، فعليه فمن هنّـأ عبد بمعصية أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه .وهنا انتهى كلامه رحمه الله ورحمنا أجمعين إلى يوم الدين .
وبناءا على ما سبق فإنما كانت تهنئة وترحيب الكفار بأعيادهم الدينية حراما كما ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه هؤلاء القوم المثلثين من شعائر الكفر ، وكذلك رِضىً به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، فحري به كمسلم أن لا يرضى لغيره من المسلمين هذا ايضا ُ:يقول عز وجل : إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ .