كما نعلم بأن الدين الاسلامي حرم تناول لحم الخنزير حرمة لا شك فيها ،وذلك يعود إلى الكثير من الما هى اسباب والتي من أهمها أن بحم الخنزير يحتوي على كمية كبيرة من الدهون ، الأمر الذي يعرض من يتناولها إلى إمكانية الإصابة بالجلطات ، وانسداد الشرايين ، كما أن لحم الحنزير بيئة جيدة جداً لمنمو الميكروبات فيها والتي قد لا تموت بعد الطهي .
ولكن كثيراً ما نرى اليوم أن العديد من الأحذية أو الشنط أصبحت تصنع من جلد الخنزير ، ويخاف الناس منن ارتدائها خوفاً من أن يكون هذا الأمر حرام شرعاً ، فماذا كان رد العلماء والفقهاء على هذا الأمر ؟
ذهب البعض إلى أن جلد الخنزير يطهرعندما يتم صبغه باستخدام الصباغ الخاص ، وذلك استناداً إلى قول الرسول الكريم " إذا دبغ الإهاب فقد طهر " ، أي أن الله قد أحل لنا الانتفاع من جلود الحيوانات ، وذلك بعد أن يتم دبغها، وإن أصحاب هذا القول قد أثبتوا كلامهم بأن الجنزير نجس وهو حي ، ولكن إن مات تذهب نجاسته ، وذلك استناداً إلى قوله تعالى في كتابه الكريم " محرم غلى طاعم يطعمه ، إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير ، فإن رجس " .
ولكن أصحاب القول الثاني من الفقهاء ذهبوا إلى أن التشكيك في أمر طهارة الخنزير بعد موته ، و الحديث كان حول مدى طهارة الجلود بعد دبغها ، أي أن الجلد سواء أكان طاهراً في الحياة أو مباح أي أن المقصود هنا هي الجلود التي كان مباح أكل لحمها وهي حية ، ولكن الخنزير ليس مباح أكل لحمه وهو حي أبداً بل محرم حرمة قاطعمة لا جدال فيها .
وقد ذهب أصحاب هذا القول إلى حرمة استخدام حجلد الخنزير وارتداؤه أو حتى وضعه في المنزل ، كما أن جلود الخنزير لا يجوز أن يتم ارتدائها بسبب نجاستها العينية ، لذلك وجب على المسلم أن يبتعد عنها ، كما أن مثل هذه الأمور التي تحمل الشك لا يحب الإنسان الخوض فيها لأنها قد تحمل الصواب وقد تحمل الخطأ أي أنها تدخل في مبدأ الشبهة ، ولذلك يجب أن يكون الانسان أكثر حيادية في مثل هذه الأمور ، وأن يتقي الاقتراب من الشبهات .
فيمكن للانسان أن يستبدل جلود الخنزير بجلود أخرى من جلود الحيوانات والتي تكون سميكة وطاهرة ، كما أنها جيدة جداً ، أي أنه لا داعي إلى ارتداء جلد الخنزير وهناك أمور من الممكن أن نستبدلها بها، ونلاحظ أن الكثير من المصنوعات الجلدية تحمل عبارة هذا المنتج لا يحتوي على جلد الخنزير ، أي أنها تعطي الانسان البينة من أجل أن يحدد موقفه من شرائها واستعمالها .