أشتهر العرب بالغناء منذ القدم ، فلا أكذب حين أقول أن الغناء موجود منذ الجاهلية ، وكان الغناء من أهم الموضوعات التي تناولها الشعر العربي ، فمعظم الشعر كان غنائيا ، ولا يستثنى منه إلا الشعر الغجري المستباح ، واعتبر الغناء من أهم الطرق ووسائل التي برع فيها العرب ، فغنو في أثناء ترحالهم ، وغنو للماعز ، وللجمل ، وللبيئة المحيطة بهم ، ولم يتركوا مكانا قط ، إلا وتركوا فيه بصمتهم الغنائية ، فيقال إن العرب انقسموا لقسمين :قسم برع بالغناء ، وقسم أخر برع بالشعر ، فلا عجب عندما تجد أن أكثر العرب يميلوا للتلحين أثناء القيام بأعمالهم المختلفة ، وبقيت هذه الخصلة منتشرة بهم حتى يومنا هذا ، وتعجبنا كثيرا من النداءات التي نادت بتحريم الغناء ، فهو مجرد كلمات وعبارات تسرد على شكل قصة واقعية ، مصحوبة ببعض الدندنات ، فما الحرام في ذلك ، ولماذا اعتبر الدين الاغاني محرمة ، ويحرم على المسلم سماعها ؟؟
بداية وقبل الحديث عن موضوع التحريم في الأغاني وغيرها ، وجب التحدث عن الأغنية بحد ذاتها ، فهي تتكون من كلمات وعبارات مصطفة بجانب بعضها ، مع القليل من الموسيقى التي تدخلك في عالم أخر ، فالغناء أشبه بالخمر ، يشعل القلب ويذهب العقل ويلهب المشاعر ،فيجعل الانسان عبارة عن جمرة ملتهبة تسير على الأرض ،فتحريك المشاعر ، وتغيير الأحاسيس ، هو السبب الحقيقي وراء تحريم الأغاني ،فقد نادى العديد من العلماء بضرورة تحريم الغناء ، لآنه ينشر الفتنة بين الشباب الصغير في العمر ، ويربك مشاعرهم ، وقاموا بربط الاغاني بالمعاني التي تلهب صدورهم ، وتجعلهم يعيشون في عالم آخر ، فأصبح الشاب إن سمع أغنية ذهب في عالم أخر ، وراح يتخيل نفسه مع فتاة يقبلها ويراقصها ويجلس برفقتها يحادثها فيضحكان ، وأصبحت الفتاة تذوب مع أحساس المغنى ، فتتخيله يغني إليها ، وتصبح الأمور معقدة أكثر في صفوف المراهين ، الذين يظنون أن الحياة سهلة ، لا غبار عليها ، فيذهبوا إلى مهاداة بعضهم بالأغاني و الموسيقى ، ويذهب كل منهم في عالمه الخاص ، فمن هنا جاء التحريم ، وحرمت أيضا لآن استخدام الموسيقى مع الكلمات وعبارات الماجنة جعل فئة كبيرة من الشباب تنصرف عن الدين إلى الشهوات المضللة للأسف الشديد ، ومع انتشار ظاهرة الفيديو كليب أصبح الأمر أصعب وأصعب ، فمع رؤية المناظر التي نراها يوميا في الأغاني وجدنا أن التحريم أصبح أمرا واقعا ، ولا بد من الاهل اتخاذ الطرق وخطوات الحقيقية من أجل تخليص أبنائهم من هذه المحرمات .
وختاماً، فإن الاغنية الاسلامية لا بأس بها في الأفراح إن استخدم معها الطبل والدف بدون استخدام للموسيقى ولا للكلمات وعبارات الماجنة .