صدقة الفطر من الصدقات التي تطهر النفس البشرية حيث أنها تختلف عن باقي الصدقات التي فرضها الله عز وجل على عبادة بأنها فرضت على النفس ليس على الأموال حتى تطهر نفوس العباد، صدقة الفطر تبدأ مع بداية شهر رمضان المبارك وتنتهي قبل شروق شمس صلاة عيد الفطر لذلك يجب على كل مسلم بالغ قادر عاقل أن يؤدي زكاة الفطر، تعتبر صدقة الفطر بلغة العصر نوع من أنواع التكافل الإجتماعي ، لو أنّ كل شخص قام بإخراج الصدقة الواجبة عليه وعلى أفراد عائلته وتصدق بها على العائلات الفقيرة لساهم ذلك بإدخال الفرحة والسرور على تلك العائلات وفرح أطفالهم بشهر رمضان شهر المضاعفة بالأجر، لذلك يجب على المسلم الذي يحرص على اغتنام الفرص أن يغتنم شهر رمضان بإخراج الصدقات للفقراء والمساكين حتى يتسنى لهم إدخال الفرحة على عائلاتهم في العيد عيد الفطر السعيد.
صدقة الفطر لها أجر كبير عند الله ورسوله وذلك كان ظاهراً من حديث رسول الله صل الله عليه وسلم ، الذي اعتبر صدقة الفطر فرض على المسلمين لما فيها من طهارة للصائم من الرفث واللغو، كما حرص الرسول على أدائها قبل صلاة العيد حتى تقبل وتكتب عند الله صدقة فطر، أما إذا أداها الفرد بعد صلاة العيد فإنها تسجل صدقة عادية من الصدقات وليس صدقة فطر، لذلك يجب أن يتم التصدق بها قبل الصلاة. إذاً حكم صدقة الفطر فريضة على كل مسلم كبير كان أم صغير ذكر كان أم أنثى، وذلك بموجب حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "فرض النبي -صلى الله عليه وسلم- صدقة الفطر - أو قال: رمضان - على الذَّكرِ والأنثى، والحرِّ والمملوك، (والصغير والكبير من المسلمين)، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، فعدل الناس به نصف صاع من بُرٍّ".
الكثير يسأل كم يوجب الشرع الزكاة على كل فرد مسلم ؟؟ عندما فرضت زكاة الفطر قام الشرع بوضع المقدار الذي يجب اخراجة ، وذلك حسب الحديث الصادر عن رسول الله صل الله عليه وسلم الذي يحدد مقدار صدقة الفطر، وهي صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير وتوجب على العبد الحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين ، كما وأمرنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن نؤديها قبل خروج الناس للصلاة.
لزكاة الفطر فوائد كثيرة تعود بالمنفعة العامة على الغني والفقير، جعل الله صدقة الفطر في رمضان حتى يحافظ الإنسان على صيامه ويحصل على كامل أجر الصيام، كل مسلم معرض في رمضان أن يرتكب بعض المخالفات التي تهدد صيامه ففي صدقة الفطر ما يصلح الخلل الذي قد يصيب الصيام وتحصل على أجر كامل خالي من الشوائب.
في حال قام المسلمين بإخراج صدقة رمضان، يستطيع الفقير أن يلبي طلبات عائلته وخاصة متطلبات العيد، وبهذا ينقذ الفقراء من وسوسة الشيطان بأن يلجئ الفقير لإحدى الطرق ووسائل الغير مشروعة في شهر كريم مبرراً له فعلته بأنه يريد أن يلبي طلبات أسرته ، وبهذا يكون لمخرجي الصدقات الأجر العظيم لإدخالهم الفرحة على بيوت الفقراء، كما فيها تحقيق لطلب رسول الله صل الله عليه وسلم وهو اغناء الفقير يوم العيد عن المسألة.
يدخل المسلم الفرحة والمسرة على أخيه المسلم في يوم ينتظره الكبير والصغير بعد قضاء فترة من الصيام وهو يوم العيد جائزة الله لعبادة الصائمين، فأداء هذه الفريضة يتم إدخال الفرحة على جميع طبقات المجتمع وخاصة الفقراء والمساكين.ويختفي الحقد والحسد بين الناس لانهم يكونوا سواء في الفرحة وهذا من فضل الله على عباده.