تعريف ومعنى الأُضحية
من سُنن الإسلام في أيام عيد الأضحى من شهر ذي الحِجَّة ذبح الأضاحي اقتداءً بسُنة النَّبي صلى الله عليه وسلم وسُنة أبينا إبراهيم عليه السَّلام عندما رأى في المنام- ورؤيا الأنبياء حقٌّ- أنّه مأمورٌ من قِبل الله سبحانه بذبح ابنه إسماعيل عليه السَّلام؛ فما كان من النَّبيّ الأب إلا أنْ أخبر ابنه اسماعيل برؤياه، فلم يزد الابن البارّ عن قول افعل ما تؤمر به يا أبتِ، وعندما أراد ابراهيم عليه السَّلام ذبح ابنه افتاده الله بكبشٍ عظيمٍ من الجنّة.
الأُضحية بضمّ الألف وقيل بكسرها من الفعل ضحى أي افتدى شيئًا بشيءٍ آخر، والأُضحية في الشَّرع هي كلُّ ما يذبح من بهيمة الأنعام المحددة في الشّرع يوم عيد الأضحى وطوال أيّام التّشريق من قِبل المسلمين تقربًا لله تعالى واقتداء بسُنة الرَّسول الكريم، قال تعالى:"ولكل أمَّةٍ جعلنا مَنسَكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام".
وقد أجمع علماء المسلمين على مشروعيّة الأُضحية، وأنَّها كانت من أفعال الأُمم السَّابقة؛ حيث إنّ ذبح المناسك وإراقة الدِّماء كما شرع الله من احسن وأفضل القُربان إليه سبحانه؛ كما أنّه يعتبر كافتداء للنَّفس كما افتدى الله سبحانه نبيّه إسماعيل عليه السَّلام بالذِبح العظيم- الكبش-.
شروط الأُضحية
- بهيمة الأنعام التي يصح ذبحها للأضاحي هي على التَّرتيب من حيث الأفضلية: الإبل، ثُمّ البقر، ثُمّ الغنم.
- يجب عند اختيار أيّ نوع للأُضحية أنْ تكون هي الأسمن أي الأثقل وزنًا والأغلى ثمنًا من بين جميع بني جنسها.
- يجب أنْ تبلغ العمر المحدّد لتجزئ في الأُضحية على النَّحو التَّالي:
- الضأن: أي يكون بلغ من العمر ستة أشهرٍ أو أكثر.
- الإبل: ما بلغ من العمر خمس سنينٍ.
- البقر: ما تمّ له من العمر سنتين.
- الماعز: ما بلغ من العمر سنةً واحدةً.
- اختيار الأُضحية السَّليمة من المرض، والتي لا تشكو من الهُزال؛ فلا تجزئ من كان بها عورٌ أو عمىً أو نقصٌ في الأطراف والأعضاء أو المصابة بالعرج أو البهيمة الهتماء- التي ذهبت ثناها من الأصل- أو الكبيرة في السِّن التي جفّ اللبن في ضرعها؛ فعن البراء بن عازب قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال:"أربعٌ لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي".
أحكام متعلقة بالأُضحية
- الأُضحية الواحدة تُجزأ عن الشَّخص الواحد وعن جميع أهل بيته، أو عمّن نوى عنه.
- البُدنة- واحدةٌ من الإبل- والبقر يجوز أنْ يتشارك فيها سبعة أشخاصٍ أيّ لكل واحدٍ منهما سُبع الأُضحية يوزّعها حسب ما شرع الله له.
- الأُضحية أنْ تكون شاةً احسن وأفضل من سُبع البدنة أو البقرة
- يُستحب لذابح الأُضحية أنْ يأكل منها بمقدار الثُّلث ويفرق الباقي لذوي الرَّحم وللفقراء.
- يُستحب للمُضحّي الذي نوى الذَّبح بمجرد دخول عشر ذي الحِجّة أنْ يمتنع عن قصِّ شعره وأظافره حتى يُضحي.