الطعام
يتكوّن الجسم البشريّ من عدة أجهزةٍ حيّةٍ، وتحتاج هذه الأجهزة إلى الطاقة التي تشغّلها كي تقوم بعملها بشكلٍ جيدٍ كما رتّب لها خالقها سبحانه وتعالى، ويحصل الجسم على هذه الطاقة من الطعام الذي نتناوله يومياً، وإذا ما توقف مصدر الطاقة فإن أجهزة الجسم تبدأ بالتوقف عن أداء عملها بالشكل الصحيح حتى تصل إلى مرحلة التوقف عن العمل، وهذا يعني الموت.
خلق الله الإنسان بأحسن صورةٍ ومنحه نعمةً من عنده توفر له القدرة على العمل، والتفكير، والعبادة، وفي الغالب تقوم أجهزة الجسم بتخزين بعض العناصر الغذائية الزائدة عن حاجتها، للاستفادة منها في حال نقصت، فيلجأ إلى الاعتماد عليها لإطالة حياة الجسم لمدةٍ محدودةٍ.
أضرار عدم الأكل
يمكن التعرّف على أضرار عدم تناول الطعام من خلال دراسة الصحّة العامّة لشخصٍ ما توقّف عن تناول الطعام لمدة أسبوع أو أكثر، حيث يصبح جسمُه هزيلاً ومتعباً، ووجهه شاحبَ اللون، وعيونه غائرةً إلى الدّاخل، وتظهر هالات سوداء حول جفونه، وتبرزُ عظامُه إلى الخارج لكون الخلايا التي تغطيها قد توقفت عن النموّ، وعلى الرغم من أنّ المخ قادرٌ على العيْش لمدةٍ أطول؛ إذ يعتمد في حصوله على الطاقة من مخزون البروتين من الدهون المختزنة في الجسم، إلا أنّ الجسم تخورُ قواه، ويكون قادراً على استمرار بقائه فقط.
يستطيع الأشخاص ذوو الأوزان الطبيعية البقاء على قيد الحياة لمدةٍ تتراوح ما بين الشهرين إلى الشهرين والنصف، في حين أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بأوزانٍ ثقيلةٍ فإن قدرتهم على تحمّل انقطاع الطعام عنهم لمدةٍ أطول قد تصل إلى العام، وذلك بسبب توفّر مخزون أكبر من الدهون في أجسادهم أكثر.
مراحل تأثير ونتائج عدم الأكل
وقد قسّم المختصون تأثير ونتائج عدم تناول الأكل إلى ثلاث مراحل، فخلال اليوم الأول واليوم الثاني يشعر الشخص بالجوع، ويحدث ألمٌ وتقلصاتٌ في معدته، وتبدأ هذه الأعراض بالتناقص في اليوم الثالث والرابع، حيث تبدأ معدلات سكر الدم بالانخفاض، ويبدأ مخزون الجسم من مادة الجلوكوز بالنفاد.
في اليوم الخامس وحتى اليوم العاشر يشعر الشخص بضيقٍ شديدٍ دون وجود خطورة على حياته، إذ يستمر الجسم بالحصول على القدر الأدنى من الطاقة من خلال البروتين الموجود في عضلات الجسم، وبعد انتهاء مخزون البروتين يستمد الجسم طاقته من الأملاح المعدنية الموجودة فيه.
بعد انقطاع الشخص عن تناول الطعام لمدة 14 يوماً يكون الجسم قد استنفد كلَّ مصادر الطاقة التي تمده بالحياة، حيث يبدأ الشخص بالشعور بالبرد، وفقدان بعض الحواس لديه، ويحدث ضعف في أعصابه بحيث يصبح غير قادرٍ على التحكم بأطرافه، ويحدث له انخفاض مفاجئ بضغط الدم، كما تظهر عليه علامات و دلائل الجفاف في الجلد حتى تصل به الحالة إلى الموت.
