الاستخارة
يلجأ المسلمون إلى الله تعالى في جميع أمور حياتهم، فيتوجّهون إليه بالشكر والحمد على ما أعطى، ويسألونه أن يرزقهم من واسع فضله ما يتمنونه؛ لأنّه القادر الوحيد على تغيير أمور الحياة، وهو المعطي الذي يقول للشيء كن فيكون، وهي سُنّة مؤكّدة يستعين بها المسلم عندما يحتار في أمرٍ من أمور حياته ومستقبله، كاختيار زوج ما، أو وظيفة معيّنة، أو الشروع في فكرة، أو سفر، أو حتى شراء سيارة، وما شابه من الأمور التي يجهل عواقبها المستقبليّة، فيتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى بالتضرّع، والدعاء راجياً من الله تعالى أن يختار له الأمر المناسب له، فيوكل أمره كلّه لله، ويمضي في أمره تاركاً المشيئة لله بنفسٍ مطمئنة قانعة باختيار الله، وفي ذلك قال تعالى في سورة آل عمران:" وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " صدق الله العظيم.
كيفيّة الاستخارة للزواج
- يبدأ المستخير بالوضوء الكامل المعتاد للصلوات، مع اشتراط طهارة اللباس والمكان وارتداء الملابس الشرعيّة للمرأة.
- ينوي لصلاة الاستخارة قبل الشروع بها.
- يصلّي ركعتين، يقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة، ثمّ يتبعها بسورة الكافرون" قل يا أيّها الكافرون"، ثمّ يقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة أيضاً، ويتبعها بسورة الصمد" قل هو الله أحد"، ثمّ ينهي صلاته ويسلّم عن اليمين والشّمال.
- يجلس المستخير بعد أداء الصلاة، ويتوجّه إلى الله تعالى بالثناء عليه، وذكره بالحمد، والتهليل، والتسبيح، والاستغفار، قدر الإمكان ويستحضر عظمته وقدرته.
- يصلّي على رسول الله بالصلاة الإبراهيميّة فيقول:" اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ".
- يقرأ دعاء الاستخارة ويحدّد فيه مطلبه بالصيغة التالية :" اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وأستقدركَ بِقُدْرَتِكَ، وأسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللهمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (زواجي من فلان أو فلانة) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (زواجي من فلان أو فلانة) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ".
- يصلّي على رسول الله مرّة أخرى بصيغة الصلاة الإبراهيميّة.
- يتوكّل على الله في أمره، ويمضي به، ويترك الخيار لله تعالى؛ فإنْ أتمّ الله الأمر كان فيه الخيرة، وإن منعه الله كانت الخيرة في منعه.