الإسلام والعلم
عرفت البشريّة العلوم المختلفة منذ القدم، فقد نقلت لنا الكتب ما كتبه اليونان القدماء وما قدّموه في مجال العلوم مثل أرسطوطاليس وفيثاغورس وغيرهم، وقبل أن تصل دعوة الإسلام إلى جزيرة العرب كانت تموج في ظلمات الجهل والضّلال والتّيه.
قد بلغ هذا الجهل بالنّاس مبلغاً كبيراً حتّى ذهب بعقولهم وبصائرهم التي عميت أن تدرك خالقها، فاصطنعت بأيديها آلهة من طين تعبدها من دون الله تعالى، وقد أذنت كلمات وعبارات الوحي جبريل عليه السّلام للّنبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام ببداية عهدٍ جديد للعلم والبصيرة، حينما تُليت آيات الله تعالى التي تدعو إلى القراءة والعلم، بقوله تعالى (اقرأ باسم ربّك الذي خلق )، فالإسلام يدعو إلى العلم ويحثّ عليه لأمورٍ كثيرة نذكرها في هذا المقال.
سبب اهتمام الإسلام بالعلم
- إنّ العلم هو سبيل معرفة الخالق سبحانه وتعالى وتلمّس آياته في الكون والآفاق، قال تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)، كما قال جلّ وعلا: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ )، فسبيل الوصول إلى معرفة الله تعالى وتبيّن الحقّ والحقيقة يكون من خلال إعمال العقل والتّفكر والتّعلم.
- إن العلم يرتقي بإيمانيّات المسلم فيزيد خوفه من الله وخشيته منه سبحانه، فالإنسان عندما يدرك حقيقة ما يحدث في الكون من سننٍ ومعجزات ربّانيّة تدلّ على الخالق، يعلم أنّ مقاليد حياته بكلّ جوانبها بيده سبحانه جلّ وعلا، لذلك وصف الله سبحانه وتعالى العلماء بأنّهم أشدّ خشية من غيرهم من النّاس، قال تعالى (إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) .
- إنّ العلم هو سبيل بناء الأمّة الإسلاميّة القويّة التي يرهبها الأعداء، لذلك حرص المسلمون في معركة بدر أن يكون فداء رجال من أسرى المشركين أن يقوموا بتعليم أبناء المسلمين القراءة والكتابة، وهذا الأمر يدلّ على اهتمام المسلمين الكبير بالعلم.
القرآن الكريم والعلم الحديث
في العصر الحاضر أدرك كثيرٌ من العلماء أنّ القرآن الكريم قد سبقهم بآلاف السّنين في بيان حقيقة كثيرٍ من الظّواهر والآيات في الكون، كما أسلم عددٌ من علماء الغرب حينما تعرّفوا على سبق القرآن والإسلام في تحديد كيفيّة خلق الجنين في بطن أمّه بدقةٍ متناهية، وغير ذلك الكثير من الآيات التي اكتشف أسرارها العلماء .