الإسلام
بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام برسالة الإسلام لتكون آخر الرّسالات السّماويّة، حيث ختم الله بها الرّسالات وأتمّ بها الشّرائع فكانت رسالة الإسلام رسالة عالميّة للبشر جميعًا، فلم تكن لفئةٍ معيّنة من النّاس، كما كانت رسالة شاملة لجميع جوانب حياة الإنسان، وإنّ الإسلام في معناه اللّغوي يعني التّسليم والاستسلام والانقياد لأمر الله تعالى وأحكامه وهديه فهي كلمة جامعة شاملة لجميع جوانب الخير في حياة الإنسان منذ خروجه إلى الحياة الدّنيا وليدًا إلى حين إنقضاء أجله.
فهم رسالة الإسلام
وإنّ المشكلة التي تواجهها الأمّة العربيّة والإسلاميّة في وقتنا الحاضر هي عدم فهم رسالة الإسلام على حقيقتها، فكم ترى من مسلمين على وجه الأرض ولكنّهم للأسف وكما وصفهم النّبي عليه الصّلاة والسّلام كغثاء السّيل، وإنّ الغثائيّة تلك ليست وليدة اللّحظة وإنّما نشأت وتولّدت بسبب بعد المسلمين عن دينهم وشريعة ربّهم، وكذلك غياب الفهم الصّحيح للإسلام كعقيدة وشريعة ومنهج حياة، وحتّى نفهم الإسلام حقيقة علينا أن نؤمن به كدين له المعاني التالية:
- الرّحمة والتسامح، فديننا الإسلام هو دين الرّحمة قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ومن معاني هذه الرّحمة وتجلّياتها في الحياة أنّك ترى النّاس يتمثّلون الرّفق والعطف في تعاملهم مع بعضهم البعض، وترى شفقة الغني ورحمته بالفقير، والقوي ورفقه بالضّعيف وانتصاره له، كما أنّ رسالة الإسلام تتضمّن معاني التّسامح الحقّة حيث لا يحقد المسلم على أخاه المسلم ولا يقابل السّيئة بالسّيئة، وإنّما يقابلها بالعفو والإحسان والتّسامح.
- الوسطيّة، فما تميّزت به رسالة الإسلام من بين الرّسالات أنهّا جاءت كرسالة وسطيّة بدون غلوّ أو تفريط، وكذلك كانت الأمّة الإسلاميّة التي تحمل تلك الرّسالة وسطيّة في منهجها وحياتها، قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرسول عليكم شهيدا).
- البعد عن العنف، فرسالة الإسلام بنيت على معان الرّفق والابتعاد عن الشدةّ والعنف في التّعامل في السّلم والحرب، ففي السلم حرّمت الشّريعة الإسلاميّة الاعتداء على النّاس، وفي الحرب كان هناك قوانين ومبادئ تحكم سلوك المجاهد المسلم فلا يجوز له التّمثيل بالجثث أو قطع الرّؤوس أو قتل الأطفال والنساء، وما نشهده في عصرنا الحاضر من أفعال منكرة تقوم بها جماعات تدعي التزامها بالإسلام وهو منها براء إلا دليل على غياب الفهم الصّحيح للدين الإسلام، فالمسلم هو إنسان لا يقتل من أجل القتال وسفك الدّماء وليست تلك له بغاية وإنّتعرف على ما هى وسيلة اضطراريّة لتحقيق غايات سامية وهي إعلاء كلمة الله ونصرة الدّين.