مكانة تشارلي تشابلن الفنيّة
يُعرف تشارلز سبنسر تشابلن بأنّه ممثّل إنكليزيّ كوميديّ، وبأنّه أحد أهمّ مخرجي الأفلام الصّامتة إبّان الحرب العالميّة الأولى، وكانت له بصمته الإبداعيّة الواضحة في هذا المجال، فقد ترك إرثاً فنيّاً ضخماً ومهماً في عالم التمثيل، ويُعدّ مدرسة كوميديّة بحدّ ذاته.
مولده
وُلِد الفنان تشارلي تشابلن في يوم السادس عشر من شهر نيسان لعام ألف وثمانمئة وتسعة وثمانين للميلاد، وكان مسقط رأسه في المملكة المتّحدة، في الشّارع الشرقيّ لمدينة والورث، التي هي إحدى ضواحي العاصمة الإنكليزيّية لندن .
نشأة تشارلي تشابلن
عُرف والد تشارلي تشابلن الذي يحمل الاسم نفسه ( تشارلز سبنسر تشابلن) بأنّه ممثلٌ ومغنٍ أيضاً، ووالدته هانا تشابلن كانت تعمل أيضاً في التمثيل والغناء، وعُرفت على الصعيد الفنّي باسم آخر هو ليلي هارلي، عمل أبوه وأمه معاً في قاعة موسيقيّة تقليديّة. انفصل والداه عن بعضهما، ولم يكن تشارلي قد بلغ بعد سنّ الثالثة من عمره، فعاش مع والدته ومع أخٍ له من أمّه في مدينة والوث في شارع بارلو، وكان ذلك عام ألف وثمانمئة وواحدٍ وتسعين للميلاد، وقد تنقّل مع والدته في شوارع عديدة حول كينغتون رواد في منطقة لامبث. يُذكر بأنّ جدّيه لأمّه كانا من غجر بريطانيا، والذين يُعرفون بالرومانيشال، وهذا الأمر لم يكن بالنسبة لتشابلن إلاَ محطّ فخر واعتزاز، أمّا والده فقد كان مدمناً على تعاطي الكحول، وعلاقته به كانت سطحيّة، على الرغم من أنّ تشارلي قد عاش فترة مع أبيه، وأيضاً مع أخيه من أبيه وبرفقة عشيقة والده.
توفيّ والده عام ألف وتسعمئة وواحد للميلاد، ومازال تشابلن في الثالثة عشر من عمره، ومات إثر مرض تشمّع الكبد نتيجة الإكثار من شرب الكحول، وكانت والدته مريضة أيضاً، وتمكث في مشفى الأمراض العقليّة في مدينة كولسدون، وبعد ذلك أرسلته عشيقة والده إلى مدرسة البنين، التي تُعرف بمدرسة أسقف المعبد، وفي هذه الفترة انتقل تشارلي تشابلن للعيش مع مجموعة صبيانٍ، يؤلّفون فرقة صغيرة راقصة تُعرف بفتيان اللانكشاير الثمانية، وكان يديرها ويليام جاكسون. ونتيجة لتأزّم وضع والدة تشابلن الصحيّ، عندما أُصيبت في حنجرتها، اعتزلت الغناء وعادت إلى المشفى، واضطرّت لترك تشارلي في ملجأ للفقراء في مدينة هانويل.
بداياته في المسرح
كانت أوّل مرّة يعتلي فيها تشابلن خشبة المسرح في عمر الخامسة، وذلك في عام ألف وثمانمئة وأربعة وتسعين للميلاد، عوضاً عن والدته، وفي عام ألف وتسعمئة للميلاد، حصل وبمساعدة أخيه على دور في إيمائيّة سندريلا، وعرض الدور في مدينة لندن وكان كوميديّاً.
وكانت أوّل وظيفة ثابتة بالنسبة له هي تمثيل شخصيّة الطفل بيلي بائع الصّحف، في مسرحيّة شارلوك هولمز، لينتقل بعد ذلك للعمل كاستعراضيّ في سيرك المحكمة، إلى أن أصبح فيما بعد من مهرّجِي الشركة الكوميديّة مصنع المرح فرد كارنو.