من هو جحا
تمتلأ كتب القصص والحكايا القديمة بالشخصيّات المنوّعة التي عاشت واحتفظت ببصمتها الخاصّة، ولعلّ شخصية جحا أبرزها وأشهرها وأوسعها انتشاراً رغم قدمها، ويعتبر جحا أحد الشخصيّات الشرقيّة القديمة وذات الطابع الفكاهي، وترتبط بهذه الشخصيّة النكات المضحكة والغريبة والفكاهيّة لدرجةٍ كبيرة، وقد عانى جحا من ظروفَ معيشيةٍ صعبةٍ، حيث كان شديد الفقر، وقد قضى حياته بأغرب الطرق ووسائل واتّصف بتحويل كافة أحداث تلك الحياة إلى نكتٍ على شكل قصصٍ استطاع تأثيرها أن يصل إلى مختلف بقاع الأرض، كما وقد اتصف جحا أيضاً بالذكاء والبراعة المقولبة في إطارٍ أحمق، ويأتي ذكر جحا ويرافقه حماره طوال الوقت.
أصل جحا
تتباين الآراء بخصوص أصل جحا، فقد ورد في الأدب العربي أن نسبه يعود إلى أبي الغصن دجين الدجين الفزاري، والذي عاش في العصر الأموي، أمّا الرأي الآخر فيقول بأن جحا ذو أصلٍ تركي من مدينة اسطنبول تحديداً، وفي رأي ثالثٍ يقال بأنّ جحا هو الشيخ نصر الدين خوجة الرومي وعاش في قونية في بلاد الأناضول، وتقول آراءُ أخرى بأنّ جحا هو نفسه أبو النواس البغدادي، وهو شخصٌ عاش في زمن هارون الرشيد، وفي كل الأحوال والآراء فقد اشتهرت هذه الشخصية بالفكاهة والذكاء وسعة الحيلة.
طرائف جحا ونوادره
ورد عن جحا اشتهاره بالعديد من النوادر والطرائف، وتميز أيضاً بقدرته العالية على الرد المناسب في المواقف المختلفة، وسنذكر فيما يلي بعض من هذه الطرائف كالتالي:
- عندما ضاع حمار جحا يوماً ما، بدأ بالبحث عنه وهو يحمد الله سبحانه وتعالى ويشكره، فلما رآه بعض الأشخاص على هذه الحالة سألوه لم يفعل ذلك، فقال "لو أنني كنت راكباً على الحمار لضعت معه، لذلك حمداً لله".
- عندما كان جحا راكباً حماره في أحد الأيام مر بقومٍ وكان أحدهم يريد أن يمازحه فقال له "لقد عرفت حمارك لكنني لم أستطع أن أعرفك، فرد جحا "بالطبع أنت صائب، فالحمير لا تعرف إلا بعضها البعض".
- رأت امرأةٌ جحا يأكل تمراً ولا يتخلص من نواه، فسألته لماذا يفعل ذلك، فأجابها "طبعاً آكله بنواه لأن البائع وزنه مع النواة ولو أخرج نواه لما باعه بسبع بارات، أما وقد أعطيته الثمن دراهم بيضاء، فهل أرمي في الزقاق شيئاً اشترتيه بدراهمي؟
- كان جحا يؤذن يوماً ويركض مسرعاً فسالوه عن سبب ذلك فقال "أريد أن أعرف إلى أين يصل صوتي".
- شعر جحا بوجود لصٍ في بيته ليلاً فاختبأ في خزانته، وبحث اللص عن شيءٍ يسرقه ولم يجد، فرأى الخزانة لعله يجد شيئاً بها وعندما فتحها وجد جحا مختبأً بها، فسأل جحا بعد أن اندهش من وجوده فأجابه جحا "لا تؤاخذني فإني عارفٌ بأنك لا تجد ما تسرقه ولذلك اختبأت خجلاً منك".