قبة الصخرة
قبة الصخرة هي إحدى أجزاء المسجد الأقصى المبارك، وتقع في الجنوب الشرقي من المدينة القديمة، ويعتبر من أهم المساجد الإسلامية في القدس وفلسطين والعالم الإسلامي بشكل عام، ومن اجمل وافضل الأبنية على مستوى العالم، ويعتبر أقدم بناء ما زال محافظاً على شكله وزخرفته، وتتميز بتناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية المكونة من مكعبات دقيقة من الزجاج والحجر، وصفائح من الصدف، حتى أنها اعتبرت آية من الهندسة.
ويتصف بأنه بناء مثمن الأضلاع، بنيَ من الصخر الطبيعي، ولديه أربعة أبواب، وفي داخله تثمين تقوم على أعمدة أسطوانية ودعامات، ودائرة تتوسطها الصخرة المشرفة، التي عرج منها الرسول -عليه الصلاة والسلام- في رحلة الإسراء والمعراج إلى السماء، حيث أخذت قبة الصخرة اسمها منها.
وتتصف هذه الصخرة بأنها غير منتظمة الشكل، وترتفع 1.5 متراً عن أرضية البناء، ويوجد تحتها بئر يطلق عليه اسم بئر الأرواح يؤدي إلى قناة مياه جوفية ويغطى بلوح رخامي دائري الشكل، وعلى حائط القبة كتبت العديد من الآيات التي تتحدث عن نبوة سيدنا عيسى -عليه الصلاة والسلام-، ولقبة الصخرة مكانة قدسية عظيمة عند المسلمين؛ بسبب ارتباطها بحادثة الإسراء والمعراج، ولأنها كانت قبة المسلمين الأولى، لذلك اهتم المسلمون برعايتها والعناية بها على مر العصور الإسلامية المتعاقبة، وخاصة بعدما كان يحدث بها من خراب جراء العوامل الطبيعية والحروب، حيث أعيد ترميمها في زمن الخلافة العباسية، والدولة الفاطمية، والدولة الأيوبية، ودولة المماليك، والدولة العثمانية.
مَن بنى قبة الصخرة
لقد بنى قبة الصخرة رجل ترك الدنيا، والعمل من أجل الناس، وطلب مرضاة الله وحبه، ألا وهو رجاء بن حيوه الكندي؛ وهو من التابعين المعروفين، وفقيه، وعالم، وقاضٍ، ومعماري من فلسطين، والذي اقترح على الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ببناء مسجد قبة الصخرة، بعدما رآه من تبذيره الهائل في بناء القصور المشيدة والمزخرفة الجميلة، ولقد وافق الخليفة على اقتراح رجاء بن حيوه، وخاصة بعد أن قال له بأن هذه البناء سيجعل اسمه مخلداً عند المسلمين في العصور القادمة.
أوكلت مهمة البناء والإشراف إلى رجاء بن حيوه، حيث بدأ في البناء سنة ستٍ وستين هجرية، وتم الإنهاء من البناء سنة اثنتين وسبعين هجرية، أي مدة سبع سنين من العمل الشاقّ، بزكاة مال المسلمين المصريين، وكان بناء هذا المسجد بمثابة الاحتفال بذكرى مرور خمسين عاماً على دخول سيدنا عمر بن الخطاب إلى القدس وتحريرها.