سليمان القانونيّ
هو سليمان الأول بن سليم خان الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، وهو أحد سلاطين الدولة العثمانيّة، وأحد الأشخاص الذين حكموا بالإسلام، ولُقّب بأمير المؤمنين، واستطاع أن يُشكّل بفضل قوته، ونفوذه، وحنكته أقوى دولة عرفها التاريخ في ذلك الوقت، والمعروفة بالدولة الإسلاميّة تحت الحكم العثمانيّ، وتولّى الحكم في اليوم السادس من شهر نوفيمبر لعام ألف وخمسمئة وعشرين ميلاديّة خَلفاً لوالده، واستمرّ حكمه لمدّة ستة وأربعين عاماً، وخاض خلال فترة حكمه العديد من المعارك ضد المسيحيّة في مناطق بلغراد، ورودوس، والمجر، واستطاع خلال ذلك أن يحكم مناطق الشرق الأوسط، ومناطق كبيرة من الجزء الشماليّ من القارّة الإفريقيّة إلى البلاد الجزائريّة.
نشأته
كان اليوم السادس من شهر نوفيمبر لعام ألف وأربعمئة وأربعة وتسعين مولد سليمان في مدينة طرابزون في البلاد التركيّة، والمطلّة على سواحل البحر الأسود، وعندما بلغ السابعة من عمره ذهب إلى مدرسة البابا العالي، الموجودة في القسطنطينيّة ودرس فيها: العلوم، والتاريخ، والأدب، والفقه، والأمور العسكريّة، وعندما بلغ السابعة عشر من عمره أصبح والياً لمدينة فيودوسيا في جزيرة القرم الأوكرانيّة، ثمّ أصبح والياً لمدينة مانيسا الموجودة في الجزء الغربيّ للبلاد التركيّة، ثمّ تولّى حكم الدولة العثمانيّة كعاشر حاكم لها، وكان يبلغ في ذلك الوقت خمساً وعشرين سنةً، ووُصِفَ بأنّه شاب طويل، ونحيف، ويمتلك صفات الحكمة، وحب الاطّلاع على التاريخ، والثقافة.
وفاته
أُصيب سليمان في نهاية حياته بمرض النقرس، الذي منعه من القدرة على ركوب الخيل، وبالرّغم من ذلك كان يتظاهر بأنّه يمتلك القوّة، وكان هذا الأمر متلازماً مع غارات الملك الهايسبرج على المسلمين، وقاد الجيش الإسلاميّ في ذلك الوقت بنفسه للذهاب إلى مدينة سيكتوار الموجودة في البلاد المجريّة، وعند وصولهم كانت في المدينة مجموعة من أقوى القلاع التي شُيّدت على يد النّصارى، والمليئة بالمدافع الموضوعة في مناطق استراتيجيّة، وبالرغم من ذلك تمكّن من محاصرة القلعة في أقلّ من أسبوعَين، وقاتل قتالاً شديداً استمرّ إلى خمسة شهور، ومع مرور الوقت اشتدّ المرض عليه، وكان الأجل يقترب منه شيئاً فشيئاً، وخلال ذلك الوقت استطاع الجيش أن يجهز على المجريّة، ويحقّق نصراً عظيماً، وقال سليمان في ذلك الوقت الآن طاب الموت، وخرجت روحه إلى بارئها في تلك اللحظة، وتحديداً في اليوم الخامس من شهر سبتمبر لعام ألف وتسعمئة وستة وستين، ودُفِن في مدينة اسطنبول وتحديداً في المسجد المُسمّى على اسمه.