العظماء
قليلون هم من استطاعوا مواجهة تحدّيات الحياة ورسموا فيها طريقهم ليملؤوه نوراً يُضيئ لهم عتمة طريقهم وطريق غيرهم إلى أبد الآبدين، وقلّة قليلة من الناس الّذين نجحوا في ترك بصماتهم على جدران الحياة لتصبح خالدةً لا تُنسى ولا تُمحى، وفي سطورنا هذه سنتعرّف على بعض هؤلاء الذين كان لرجاحة عقلهم وذكائهم الدور الكبير في الحياة المرفهة والمتطورة التي نعيشها اليوم.
قصص العظماء
توماس أديسون
وُلد توماس أديسون في أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وقد بدأ حياته بائعاً للصحف في سكك الحديد، وقد لفتت انتباهه حينها طريقة الطباعة فأحبها وتعلّم أسرارها، وبدأ بإصدار نشرته الخاصّة الأسبوعيّة، وقد كانت أمّه مثالاً رائعاً للأم المثالية التي علّمت ابنها بنفسها، وبعد أن تعلّم كلّ ما يخصّ أسرار الطباعة اخترع أوّل آلة تلغرافيّة، واستمرّت اكتشافاته إلى أن اخترع المصباح الكهربائيّ، وقد توالت اختراعاته التي كان لها أثرها الكبير في الثورة التكنولوجيّة في يومنا هذا، وقد عُيّن مستشاراً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة، وقد سجّل هذا العبقريّ براءة اختراع أكثر من ألف وتسعين اختراعاً.
نجح أديسون في الوصول إلى مبتغاه من خلال التجربة، فإنّ اختراعه للمصباح الكهربائيّ تطلّب منه أكثر من عشرة آلاف محاولة للوصول إلى الحلّ الصحيح، وهذه المحاولات لم يسمّها محاولات فاشلة، بل كانت بالنسبة له تجارب غير ناجحة وتعلّم منها عشرة آلاف طريقة خاطئة لصنع المصباح، وهذا المخترع تحلّى بقدر كبير من الصبر، والتفاؤل، والثقة بالنفس للوصول إلى ما توصّل إليه.
الإخوان برايت
أورفيل وويلبر برايت المخترعان العبقريان اللذان استطاعا بتجاربهما وحبّهما للعلم أن يتوصّلا للاختراع الثوري في القرن الماضي، والذي كان له تأثيره الرائع في جعل العالم قرية صغيرة يسهل علينا التنقل فيها من مكان بعيد لآخر، ألا وهي "الطائرة". في عام ألف وتسعمئة وثلاثة ميلاديّة استطاع الأخوان برايت النجاح في أوّل تجربة طيران لهما باستخدام آلة ثقيلة أثقل من الهواء، وبعد سنوات عديدة تبنت الحكومة الأمريكية اختراعهما بعد التيّقن بأهميّة الطيران ودوره الواسع في الكثير من المجالات في المستقبل.
ونستون تشرشل
السير ونستون تشرشل رسب وهو صغير في كلّ اختبارات الصف السادس الابتدائيّ، وعندما دخلت كل الانتخابات العامّة فشل فيها إلى أن فاز أخيراً على الرغم من كثيرة المحاولات، وأصبح رئيساً للوزراء في المملكة المتحدة في عمر ناهز الثانية والستين، واعتُبر أحد أهمّ القادة السياسيين في القرن الماضي خلال الحروب التي قامت فيه، وحصل على جائزة نوبل للأدب، حيث لم يكن سياسيّاً فقط، وإنّما أديباً، وفنّاناً، ومؤرّخاً أيضاً، وقد كان مبدؤه الأساسي الذي يسير عليه ويكرره دائماً مقولة: لا تيأس أبداً أبداً، ولا تيأس من إعادة الكرّة والمحاولة حتى تنجح فيما تريد بغض النظر عن أهميته.
سيغموند فرويد
الطبيب النفسيّ النمساويّ المعروف سيغموند فرويد، والمتخصّص بدراسة الطبّ العصبيّ ومؤسس علم النفس، تعرّض للكثير من الهجمات والاستنكار للأفكار التي طرحها في البداية، وعلى الرغم من ذلك استمر بكتابة أفكاره وعلومه إلى أن أصبحت إنتاجاته الفكريّة أهمّ المراجع والمصادر التي يعتمد عليها علماء النفس في يومنا هذا.