حب الله ورسوله
حياتنا بصفة عامة متوقّفة على بعض الأمور التي يجب أن تؤخذ في الحسبان، فالله سبحانه خلقنا، وجعل في حياتنا ديناً واحداً، وفي قلبنا رسولٌ واحدٌ من أجل أن نعيش حالةً من الرضا بأن الله سبحانه هو القادر على جمعنا على هذا الدين دون أن يكون هناك أي عائق يمنعنا من الاجتماع في جنات الخلد في يوم من الأيام.
الله سبحانه هو الخالق لهذا الدين الحق، وهو المدبّر، والمسلم يعي جيّداً ضرورة أن يكون على دين الله، حتّى ينال الفضل عن سائر المخلوقات، وينعم بقدرته تعالى، ويشعر أن الحامي هو الله، وأن الله هو القادر على تدبير أمور المسلمين جميعاً.
وفي حب الله ورسوله أقوال تتوالى، وأفعال تمضي ويأتي بعدها أفعالٌ أخرى، فحياتنا قائمة لنشعر بأننا قدمنا شيئاً لدين الله الذي أكرمنا به، ونحاول قدر استطاعتنا أن نحصد الخير في هذه الحياة الصعبة التي نعيشها، وحديثنا اليوم سيتناول بعض الطرق ووسائل التي من الممكن أن نقوم بها لننال محبة الله ورسوله، وأن نكون على قناعةٍ ورضا تام بما نقدمه لديننا، حتّى لو كان ما نفعله أمراً بسيطاً.
كيفيّة حب الله ورسوله
الطاعة المطلقة لأوامر الله سبحانه وتعالى
كم من الأشخاص طمعوا في رحمة الله عز وجل، ظانين أن الله يغفر الذنوب من تلقاء نفسها؟! من الممكن أن يقوم الفرد بأي أمر يريده، دام أنه سيستغفر ربه في المقام الأول والأخير، ولكن الله سبحانه وتعالى توعد من يستهين بالمعصية بأن له العذاب المقيم، ورغم هذا الأمر إلا أنّه دعا العباد إلى ضرورة الإسراع في طلب المغفرة، والتوقف عن الذنوب طالما أنهم يشعرون بأنها مؤذية لعلاقتهم برب العباد.
التعريف ومعنى بالله سبحانه ونبيه عليه الصلاة والسلام
لا بأس بوقوف المؤمن في مواقف الباصات مثلاً، وينادي بأن الله هو الواحد الأحد، وضرورة أن يعود المسلم إلى رشده قبل فوات الأوان، فمن المفترض أن تكون هذه اللحظات من أهم اللحظات في حياة الإنسان، ومن الممكن أن تهدي الكثير من الناس بتذكيرهم بالله سبحانه، وعندما تذكر الله فلا بد أن تذكر الصفات التي يحبها الإنسان أولاً، وهي صفات الرحمة والمغفرة والتسامح، ثم تذكر الصفات التي تيقظ النائم من سباته، وتجعله متذكراً على الدوام بضرورة أن يكون دين الله هو الدين الذي يجب أن يتبناه كل إنسان.
وفي حقيقة الأمر فلا بدّ أن نذكر أهميّة أن يكون لنا دين كهذا، ورسول كحبيبنا محمّد صلى الله عليه وسلم، فهو النبي الوحيد الذي سيقف يوم القيامة، وينادي بضرورة المغفرة للمسلمين من حول العالم، فالمسلم له الجنة في نهاية المطاف، وقبل ذلك لا بد أن يعاقب على الأمور التي زلت قدمه فيها.
التوقف عن الاستهانة بدين الله سبحانه وتعالى
على الرغم من أن الدين الإسلامي هو دين السماحة والأخلاق الحميدة، إلا أنه أيضاً دين الحق والابتعاد عن الضلال، ولتنال البر والتقوى عليك أن تقيم حدود هذا الدين بكل تفاصيلها، وتبتعد عن الشر الذي يكمن في النفس البشرية التي تؤمرنا به ليل نهار، ومن حق الدين الإسلامي علينا أن نعرّف الآخرين بمدى سماحة هذا الدين، ومدى طهارته؛ فهو دين الله الذي سيقابل به الناس يوم القيامة، وهو الدين الذي من المفترض أن نبتعث عليه، ولذلك فإن كل التصرفات التي تصدر عن المسلم يجب أن تكون حذرة لأن كل الأعين تكون عليه، وكل الانتقادات لا تصل الشخص بعينه، بل تحصد سائر المسلمين، الذين لا علاقة لهم بأي أمرٍ كان.
الخوف من الله ورجاء الرضا
الله سبحانه وتعالى هو رب العباد، وهو الخالق لهذا الكون العظيم، وكل ما تراه حولك هو من صنعه سبحانه، وعليه لا بد للمؤمن أن يخاف الله ويخاف من عظمته وبطشه، والخوف لا يكون بمجرد الخوف فحسب، بل بالعمل الصالح الذي يقوم به المؤمن من أجل اجتناب غضبه سبحانه وتعالى.
وما يجلب الرضا والسعادة في حياة الناس أنهم يخافون من الله ويعملون على نيل رضاه في حياتهم بالكامل، وهناك نوع آخر من الخوف وهو الحياء من رب العباد، فلا يجوز ارتكاب المعصية دون أن نخجل من رؤيته لنا نفعلها، فلو وصلتَ إلى هذه الدرجة الإيمانية فاعلم أنك تحب الله ورسوله، وتتمنّى أن تراه يوم لا ينفع مال ولا بنون، فالله وحده هو الباقي للإنسان، لذلك عليه أن يقدم لرؤيته.
الرضا بقسمة الله وحمده على ذلك
قل الحمد لله دوماً كي تسعد في حياتك، وتشعر أن الله لم يتركك أبداً، واعلم أنّ الذي قسّم لك رزقك هو العالم أن هذا الرزق لو جاءك أكثر منه لربما فسدت في الأرض أو صرفته في غير أوجه الصرف المحددة له، وعليه فإنّ تقبل الواقع كتعرف ما هو والرضا برزق الله من أكثر الأمور التي تجعلك تحب الله ورسوله، وتنادي بعدله دوماً سبحانه وتعالى، وعليك أن تكون على قدر كبير من الوعي الديني والإسلامي، وتنادي بضرورة تطبيق شرع الله الذي حث عليه في بيتك على الأقل، وبعدها تعمل على نشره في الأماكن المجاورة.
التوقف عن التذمر وتقبّل واقع القضاء والقدر
كثيرٌ منا يشعر بأنه غير متقبّل للواقع الذي يعيش به، وينظر بكل عين مشتهية لما مع الأشخاص الآخرين من حولنا، ولو أنّه تذكر أن الله عادل في توزيعه للخير والرزق لما كان متذمراً في يوم من الأيام، ولا أخفيكم أنك لتحب الله ورسوله بالطريقة التي تجعلك تدخل الجنة بغير حساب، عليك أن تتأقلم مع وضعك، وتالبحث عن مصادر الرزق وتعمل وتجتهد، فلكل مجتهدٍ نصيب، ويد الله دائماً مع الأشخاص الذين يبحثون عن رزقهم في كل مكان من الدنيا.
وأمّا الرضا بالقضاء والقدر فهي قضية أخرى وجب التنويه لها، وهي أن كل شيءٍ يحدث لنا في هذه الحياة سببه أن الله أراد لنا ذلك، ولتنال محبته سبحانه، وتشعر أنك راضٍ عن ربك، فعليك أن تتقبل كل ما يفرض عليك، وتكون على قدر كبير من تحمل الأعباء التي تقع على كاهلك، لأنّ الله يبعث المصائب على قدر الإيمان من أجل الابتلاء، فمن صبر واحتسب فإن له جنات خلد من الله سبحانه، ورضا لمن حوله من البشر، وأما الذي يجزع من قضاء الله فإن الله سيحاسبه على فعلته، ولن ينير له درب الهداية أبداً.
إخراج الصدقات
الصدقة من أبرز الأمور التي تجعلك تنال رضا الله، وتكسبك محبّةً مطلقة له عز وجل، ومعنى أن تخرج الصدقات، هي أن تتصدق بكل ما تستطيع إخراجه من جعبتك، وتتعامل معه على أنه نوعاً من الهبة أو الهدية التي منحك الله إياها، فقررت أن تشاركها مع من يحتاج، سواء أكان ذلك من الأقارب أو حتّى من عابري السبيل، ولا أخفيكم الأمر فإن كسب رضا الله ومحبته لا يأتي بسهولة، فثمن الجنة غالٍ جداً، وعليك أن تجد وتجتهد حتّى تصل إلى المرحلة التي تنال فيها هذا الحب وهذا التفضيل عن سائر البشر.