جدول المحتويات
ابتلاء المرض
يتعرّض الإنسان في هذه الحياة الدّنيا إلى كثيرٍ من الابتلاءات، فقد يكون بلاؤه في خسران عزيزٍ عليه، وقد يكون بلاؤه في ماله كأن يتعرّض إلى خسارةٍ في تجارته، وقد يكون في بدنه وصحّته كأن يتعرّض إلى مرضٍ من الأمراض التي تسبّب الألم والمعاناة. الحقيقة أنّ هناك وسائل عديدة ومنهجاً يساعد الإنسان على الصّبر على مرضه.
وسائل تعين على الصبر على المرض
- أن يتسلّح الإنسان بسلاح الإيمان الذي يقهر كلّ شيء يقف أمامه، فالمؤمن يعلم بأنّه مبتلى، بل يعلم بأنّ أشدّ النّاس بلاءً هم الأنبياء، ثمّ الأمثل فالأمثل، كما بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وإنّ الإيمان بذلك يبعث في النّفس الرّضا؛ لأنّ الإنسان يدرك أنّ ذلك مجرّد امتحان وابتلاء من الله سبحانه وتعالى له، وأنّ الصّابر على ذلك لن يجد إلاّ الأجر والثّواب من عند الله تعالى على صبره، وإنّ ممّا يُروى في ذلك أنّ رجلًا قال للنّبي عليه الصّلاة والسّلام يومًا مستفهمًا عن معنى الأسقام، حين ذكر النّبي الكريم حال المؤمن مع مرضه، وكيف يكفّر الله به ذنوبه، وقد ذكر الرّجل للنّبي أنّه لم يمرض قط، فقال له النّبي قم عنّا فلست بمؤمن، وفي الحديث الآخر قوله عليه الصّلاة والسّلام (ما يزال البلاء بالعبد في نفسه وماله وأهله حتّى يلقى الله تعالى ما عليه من خطيئة )، وهذا يؤيّد ما جاء في الحديث الآخر كذلك أنّ حال المؤمن كلّه خيرٌ له، سواء أصابه خير أو أصابه سوء، فالخير يستدعي من المسلم الشّكر، والشّكر سبب لرضا الله عن العبد، وكذلك حينما يصيب المسلم نَصبٍ أو مرضٍ حتّى الشّوكة يُشاكها يُكفّر عن خطاياه، فكان ذلك خيراً له.
- أن يذكر الإنسان الذي يتعرّض إلى مرضٍ حال الأنبياء والصّالحين من قبل، وكيف صبروا على المرض ويتأسّى بهم في ذلك، فقد ابتُلي سيّدنا أيوب عليه السّلام في بدنه، ومرض حتّى ابتعد عنه القريب، فما أبعده ذلك عن دينه، بل ظلّ متسلّحًا بسلاح الإيمان والصّبر على الابتلاء، وقد كافأه الله سبحانه وتعالى على صبره حينما أتاه الفرج من عند الله، فبرئ من سقمه وأمدّه الله بالمال والأهل، فعاقبة الصّبر بلا شكّ عاقبة عظيمة لا حدود لها عند الله تعالى، قال تعالى (إنّما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
- أن يستعين الإنسان على مرضه بالصّلاة، وذكر الله تعالى، فهي تخفّف عنه مرضه وتقوّي قلبه، وتعزّز جانب الإيجابيّة في حياته، وتُشغله عن التّفكير السّلبيّ، الذي يتجلّى في اليأس والقنوط.