الرسول
لقد حبا الله تعالى النّبي محمَّد صلى الله عليه وسلم بالعديد من الصِّفات العُليا والأخلاق الفاضلة؛ حيث كان هذا سبباً في نيله للمحبّة والإجلال والتَّعظيم في نفوس المسلمين وغير المسلمين.
لقد كان لأهل السُّنّة والجماعة قَدَم السَّبق في العناية بجمع خصائص الرَّسولى صلى الله عليه وسلم، وتوثيقها، وإبراز فضائله التي خصّه الله تعالى بها عن سائر خلقه من الأنبياء والرُّسل وغيرهم؛ فذكرت تلك الخصائص في كُتب السُّنة كالصِّحاح وغيرها، كما أفردت كُتباً مستقلَّةً للحديث عنها ككتاب الخصائص الكبرى للسيوطيّ، وغاية السول في خصائص الرَّسول لابن الملقن.
من أولى الأشياء التّي خصّ الله بها الرَّسول صلى الله عليه وسلم وهو غلامٌ صغيرٌ، اختيار اسم محمَّد له والمشتمل على الحمد والثَّناء؛ فالرَّسول صلى الله عليه وسلم محمودٌ عند ربّه، وعند الملائكة، وعند الأنبياء والرُّسل، وعند أهل الأرض، كيف لا وهو سيد ولد آدم.
خصائص الرَّسول صلى الله عليه وسلم
تعدُّ معرفة خصائص الرَّسول صلى الله عليه وسلم من الأمور التي تؤكد محبّة المسلم لنبيِّه، والخصائص هي الأشياء التي خصّ بها الله تعالى نبيّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم دون غيره من النَّاس تشريفًا له ورفعاً لقدره، ومنها:
- الجمع بين أكثر من أربع زوجاتٍ في آنٍ واحدٍ.
- القِتال في الحرم المكيّ وهو ما حصل يوم فتح مكّة، وقد ذكر أنّه أبيح له القِتال فيها ساعة من نهارٍ، وتعود بعدها إلى التَّحريم حتّى قِيام السَّاعة.
- زواج الرَّسول صلى الله عليه وسلم من زوجاته بلا مهرٍ، وكذلك الزَّواج من الواهبة نفسها للرَّسول صلى الله عليه وسلم.
- التَّهجد وقيام اللَّيل واجبٌ عليه دون غيره.
- محرّمٌ على الرَّسول صلى الله عليه وسلم الأكل من مال الصَّدقة، والأكل من كلِّ ذي رائحةٍ خبيثةٍ كالثَّوم والبصل.
- غفران الذُّنوب له.
- القسم بحياة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وعدم مناداته باسمه في القرآن وإنّما بلفظيْن هما: يا أيها النَّبي أو يا أيها الرَّسول بينما جميع الأنبياء والرُّسل خُوطبوا بأسمائهم المجرّدة.
- الرَّسول صلى الله عليه وسلم هو مبعوثٌ من الله إلى الثَّقليْن أي الإنس والجنّ.
- إمكانيّة الصَّلاة في أيّ مكانٍ وعلى أيّة أرضٍ.
- إباحة أخذ الغنائم بعد انتهاء الحرب وتوزيعها بين المسلمين.
- أوّل من يخرج من القبر يوم البعثّ، وأوّل من يطرق ووسائل باب الجنّة وأوّل من يدخلها.
- اتباع جميع الأنبياء والرُّسل له.
- صاحب الشَّفاعة في النَّاس يوم الموقف العظيم، وله الوسيلة وهي الدَّرجة العالية في الجنّة وليست لأحدٍ غيره، وهو صاحب المقام المحمود.
- بقاء دِين الرَّسول صلى الله عليه وسلم وكتابه إلى قِيام السَّاعة.
- اعطاء الأفضلية لأمّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم على سائر الأُمم؛ فيدخل عددٌ منهم الجنّة بلا حسابٍ ولا سابق عذابٍ، وأعمال أُمّة محمَّدٍ أقلّ من أعمال الأُمم التي سبقتها ولكن يضاعف لها الأجر أكثر من الأُمم السَّابقة.
- تكليم الله للرَّسول الكريم في الجنّة عند سِدرة المنتهى؛ فموسى عليه السَّلام عندما كلَّمه الله تعالى كان على الأرض.