عبد الله بن جحش أول أمير في الإسلام
عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عمة النبي أُميمة بنت عـبد المطلب، كما أنه أخ زوجة النبي عليه الصلاة والسلام، زينب بنت جحش رضي الله عنها.
خاله هو سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأخته حمنة بنت جحش زوجة مصعب بن عمير رضي الله عنه وما يميز هذا الصحابي الجليل أنه أول من عقد له لواء في بداية الإسلام، وأول من دعي بأول أمير في الإسلام.
كان رضي الله عنه من السباقين إلى الدخول في الإسلام، حيث أعلن إسلامه في دار الأرقم بن أبي الأرقم وبعد ذلك جهر بدينه ولقي الأذى من المشركين، وأذن له النبي بالهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة حيث كان ثاني المهاجرين بعد أبي سلمة رضي الله عنه.
قام النبي صلى الله عليه وسلم بانتداب ثمانية من أصحابه للقيام بأول عمل عسكري في الإسلام، وهم (عبد الله بن جحش، وأبو حذيفة بن عتبة، وعمرو بن سراقة، وعامر بن ربيعة، وصفوان بن بيضاء، وسعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان، وواقد بن عبد الله)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم: "لأبعثن عليكم رجلاً ليس بخيركم أصبركم على الجوع والعطش" فبعث إليهم عبد الله. وبذلك سمي أول أمير في الإسلام. وقد شهد معركة بدر وأبلى فيها بلاءً حسناً حيث كان شجاعاً لا يهاب الموت.
معركة أحد وقصة استشهاد عبد الله
في معركة أحد كان لعبد الله بن جحش قصة رواها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما، حيث يقول سعد: لما كانت معركة أُحد لقيني عبد الله بن جحش رضي الله عنه، فقال لي: ألا تدعو الله؟ فقلت: بلى يا عبد الله، فخلونا في ناحية فدعوت الله فقلت: يا رب إذا لقيت العدو فليلقاني رجلاً شديداً بأسه شديد أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، فأمن عبد الله على دعائي، ثم قال عبدالله رضي الله عنه: اللهم ارزقني رجلاً شديداً بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجذع أنفي وأُذني، فإذا لقيتك غداً فقلت فيما جذع أنفك واُذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك فتقول صدقت.
يقول سعد رضي الله عنه: كانت دعوة عبد الله بن جحش خيراً من دعوتي، فقد رأيته آخر النهار وقد قتل ومثل فيه، وإن أنفه وأُذنه لمعلقتان على شجرةٍ بخيط، صدق الله فأصدقه الله. من هذه القصة نجد أن الله استجاب لدعوة عبد الله بن جحش وأكرمه الشهادة في سبيله كما كان لخاله سيد شهداء أُحد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بدفنهما معاً في قبر واحد عند جبل الرماة في أُحد ودموعه الطاهرة تروي الثرى المضمخ بدماء الشهادة.