نفع الرسول صلى الله عليه وسلم للبشرية
لم يخلق الله جلّ وعلا الناس ليُشقيَهم في الدنيا، فخلق البشر وأرسل إليهم الرّسل لهداية الناس، وأنزل على الرّسل الكتب لرسم دستور الحياة الدنيا، وبه الهداية إلى طريق الجنة في الآخرة؛ للحصول على السعادة الأبدية الدائمة.
جميع الكتب السماويّة دون استثناء أوصت بما ينفع الإنسان ونهت عما يضرّه، يقول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم: " الخلق كلّهم عيال الله وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله"، فلم تترك الشرائع السماوية أيّ شأنٍ من شؤون العباد إلّا وذكرته، وبيّنت طريق الفلاح فيها؛ لتستقيم أمور العباد وإصلاح المجتمعات البشرية، ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم خير قدوةٍ وأكبر مدرسةٍ عرفها التاريخ، فكان رسول الله يجمع مكارم الأخلاقِ قبل البعثة ينكر على قومه أعمالهم التي لا تتّفق مع العدل والصدق والأمانة والأخلاق، وكان يدعو إلى الفضائل وينكر الرذائل، وبعد البعثة زاده الله نوراً وحكمةً، وتواضعاً وشفقةً على أعدائه قبل أصحابه؛ فكان دائم الدعاء لهم بالهداية والإيمان.
مبادئ إسلامية في مصلحة البشرية
- الحقوق والواجبات: لا توجد قوانين في عصرنا الحاضر تحافظ على الحقوق الشخصية للإنسان، وتضمّنها كما ضمنها الإسلام، فمثلاً حرص الإسلام على تماسك المجتمع مبتدئاً بالأسرة نواة المجتمع، فنظّم أمور الزواج وشجّع عليه وحرّم الزنا، وجعل لكلٍ من الزوج والزوجة حقوقاً وجعل لكلّ منهما واجبات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها".
- صحة الأبدان: نهى الدين عن الإفراط في تناول الطعام والشراب، فقد قال تعالى: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا" صدق الله العظيم، وأثبت العلم الحديث أنّ نسبةً كبيرةً من الأمراض التي تصيب جسم الانسان سببها التخمة والسمنة، وبدأ العلماء يعملون البرامج والخطط والدراسات للتخفيف وانقاص من داء السّمنة، كما أحلّ الدين الطيبات وحرّم الخبائث؛ لأنّ أكل الخبائث مرضٌ للجسد، مثل أكل الذبيحة الميتة، وأكل لحم الخنزير، فما حرّم أكلها إلّا لأنّ بها ضرراً على الجسد.
- في مجال صلاح المجتمع: حثّ الإسلام على الزواج وجعله نصف الدين؛ لكون الزواج يحصّن الشاب والفتاة من الوقوع بالّزنا، فالزّنا حرام لا يجوز الاقتراب منه؛ لما يسبب من أمراضٍ، كتعرف ما هو حال مرض الإيدز وكذلك اختلاط الأنساب.
- وضع الإسلام الكثير من الأحكام التي تنظّم حياة الفرد مع الجماعة؛ فطلب المحافظة على الجار وجار الجار، وحثّ على إفشاء السلام بين الناس، وقال النبي الكريم" الدين المعاملة "، إنّ هذا الحديث الشريف هو رسم لطريق تعامل المسلم مع أفراد المجتمع الذي يعيش فيه، كما أوجب الإسلام صلة الرحم وجعلها جزءاً من الإيمان.
- التكافل الاجتماعي: فرض الإسلام الزكاة التي تؤخذ من أموال الأغنياء حسب قوانين وأنظمةً معيّنة، وتنفَق على الفقراء؛ فتطيب نفس الفقير، وتتطّهر من الحسد، وهذا مبدأ من مبادىء التكافل الاجتماعي؛ فينشأ مجتمعٌ متعاونٌ متحابٌّ.
- العلم: قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم "، وكرّم الإسلام العلماء، ورفع منزلتهم في الدنيا والآخرة، وأوّل ما نزل من القرآن الكريم الآية الكريمة "اقرأ باسم ربك الذي خلق ".