ماهيّة الاستخارة وحكمها
يُمكننا تعريف ومعنى صلاة الاستخارة على أنّها عبارة عن الصلاة التي يصليها العبد المسلم (ركعتان) من أجل طلب الخيرّة من الله جل جلاله في أمر دنيوي يحتار به الإنسان بين الموافقة أو الرفض مثل: الزواج أو الإقدام على السفر أو عمل ما وغيرها من الأمور الدنيويّة، فيما يتعلّق بالحكم الشرعي لصلاة الإستخارة فإن العلماء أجمعوا على أنّها سنّة عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
معرفة نتيجة الاستخارة
عندما يصلي المرء صلاة الإستخارة فإنه ينتظر بعض العلامات و دلائل سواء الظاهرة أو الخفية على ما ينتج عن هذه الصلاة، فمن هذه العلامات و دلائل الظاهرة نذكر ما يلي:
- انشراح أو انقباض صدر الشخص الذي قام بالصلاة عندما يكون الأمر الذي استخار به مقبولاً وبه خير له، أي أنّ الإنسان يحبّ ويقبل هذا الشيء، أو قد يكون العكس وهو حدوث انقباض بالصدر في حال كان هذا الأمر غير مقبولاً وغير مرغوب به، وحدوث نفور وضيق للشخص المستخير بالأمر الذي إستخار فيه حتى لو كان يميل اليه قبل صلاة الاستخارة.
- حدوث جهالّة بالحالة التي توصل اليها أي لا يعلم هل هو منشرح صدره أم منقبض تجاه هذا الشيء، ففي هذه الحالّة يجب تكرار صلاة الاستخارة حتى يظهر له شيء سواء الانقباض أو الانشراح لهذا الأمر.
- أن يبقى الشخص محتاراً فلا يعلم هل هذا الأمر خيراً له أم لا، فهنا يجوز له أن يختار بين الأمرين أي الامتناع أو الرفض بعد الرجوع الى استشارة الأمناء من أهل العقول الراجحة ويعمل برأيهم.
- لا يشترط في نتيجة الاستخارة حدوث رؤيا بالمنام، وإن حصل فيجب معرفة تأويلها من خلال أهل العلم لمعرفة الصواب.
دعاء الاستخارة وكيفيّة الصلاة
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ_تسميّة الحاجة أو الأمر_ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيه، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ _تسميّة الحاجة أو الأمر _ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ، وَفِي رواية _ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ _" ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ )
طريقة صلاة الاستخارة
فيما يتعلق بطريقة صلاة الاستخارة فيمكن أن نبينها من خلال النقاط التالية:
- الوضوء.
- حصول النيّة قبل الشروع بالصلاة.
- يُصلي المستخير ركعتين، ومن السنة عن النبي علية الصلاة والسلام أن يقرأ الشخص في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة (سورة الكافرون) وبالركعة الثاني سورة (الإخلاص).
- التسليم نهايّة الصلاة.
- رفع اليدين بعد التسليم تضرعاً لله تعالى استحضار قدرته وعظمته والتدبر بدعاء الإستخارة.
- الحمد والثناء على الله تعالى في أو الدعاء ثم الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ويفضّل الصلاة الإبراهيميّة والتي تقال بعد التشهد بالصلاة.
- أن يقرأ دعاء الإستخارة ( كتعرف ما هو وارد سابقاً) وعندما يصل الى قول (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ) فهنا يسمّي حاجته ويُكمل الدعاء.
- بعد ذلك يُصلى على الني عليه الصلاة والسلام.
- ترك الأمر إلى الله بالتوكّل عليه.