صلاة الاستخارة
يتعرض الإنسان في حياته لكثير من المواقف التي تتطلب منه اتخاذ قرار معين، ولأن الإنسان لا يعلم الغيب وإنما يعلمه الله سبحانه تراه كثيرا ما يتردد في حسم موقفه وقراره في أمور حياته؛ فالإنسان عندما يقبل مثلا على الزواج من امرأة تراه يتردد ويفكر كثيرا في اتخاذ القرار فهو مهما توفرت أمامه معطيات القبول يشعر بالجانب الغيبي في المسألة والذي يبعث في نفسه القلق والتوتر خشية من حدوث ما لا يتوقعه.
قد تبدو المرأة صالحة فيجد منها بعد الزواج ما لا يرضاه أو يقبله من الأخلاق، وكذلك الحال مع المرأة حينما تختار الرجل المناسب، لذلك جاءت الشريعة الإسلامية لتوثق علاقة المسلم بربه جل وعلا بتحقيق العبودية الكاملة والخالصة لله تعالى، ومن مظاهر العبودية الحقة أن الإنسان يتوكل على الله تعالى ويلتجئ إليه في أموره كلها، فإذا حز به أمر أو احتار في اتخاذ قرار أدى صلاة الاستخارة التي علمها للنبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه، وحثهم عليها في الأمور كلها، فكيف تؤدى صلاة الاستخارة؟ وكيف للمسلم أن يعرف نتيجتها؟
طريقة صلاة الاستخارة
تكون صلاة الاستخارة بأداء ركعتين من غير الفريضة بمعنى أن تكون ركعتي نافلة تصلى من قبل المسلم ويكون فيها القلب حاضرا، ثم وعقب أدائها والتسليم يبدأ المسلم بالدعاء بقوله (اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وعاجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه شر لي في دنياي ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وعاجله فاصرفه عني واصرفني عنه ثم قدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.
نتيجة صلاة الاستخارة
العلامات و دلائل والآثار التي يتبين بها المسلم نتيجة الاستخارة قد تكون من خلال رؤيا يراها الإنسان في منامه، أو ترى له من قبل إنسان آخر وتبشره بالخير والفعل الحسن الذي يريد أن يعمله، أو تحذره من فعل أمر معين، وقد تكون نتيجة الاستخارة أن يطمئن الإنسان في نفسه إلى العمل الذي يريد أن يعمله أو ينفر منه، وإن هذا الشعور الإيجابي أو السلبي هو إكرام من الله تعالى لعبده المسلم حتى يشعر بمعية الله تعالى له وتوفيقه في الأمور كلها، فإذا شعر المسلم بذلك توثقت صلته بربه جل وعلا وزاد إيمانه.