جدول المحتويات
الأسرة
لا تكاد تخلو أسرةٌ من الأسر العربيّة كانت أم الغربيّة من وجود الخلافات والمشاكل وعيوب بين أفرادها بين الحين والآخر، وهذه سنّة الحياة الدّنيا التي لا يتصوّر أن تتحوّل إلى حياةٍ مثاليّة لا تحصل فيها مشاكل وعيوب أو خلافات، فلكلّ فردٍ في الأسرة شخصيّته المستقلة وسماته وميوله، التي تختلف عن الآخر، فترى الزّوج مثلًا يحبّ شيئاً لا تحبّه الزّوجة، وترى الأولاد يرغبون بممارسة أعمال لا يرضى عنها الوالدان.
أساليب علاج و دواء المشكلات الأسرية
إنّ اختلاف وجهات النّظر والتّفكير يؤدّي إلى حالةٍ من التّصادم تختلف شدّتها حسب طريقة كلّ أسرةٍ في معالجة مشاكلها وحلّها، فتعرف ما هو الأسلوب الاحسن وأفضل والأنجع في حلّ المشكلات الأسريّة، نذكرُ منها ما يلي:
- يجب أن يدرك أفراد الأسرة أنّ هناك قائداً وربّاً لهذه الأسرة يتمثّل في الأبّ والزّوج، فلا يتصوّر الإنسان أن يسير في مركب يمخر عباب أمواج البحار المتلاطمة بدون أن يكون له ربّان وقائد يمسك بدفّتيه ويسيّره ويقرّر مصيره واتجاهه، وكذلك الحال مع الأسرة فهي المكان الذي يتوقّع منه أن يبقى وأن يستمر كملاذ آمن لجميع أفراد الأسرة، وأن يستطيع هذا المكان أن يسير بين الأمواج والتّحدّيات المختلفة، وأن يصل إلى برّ الأمان، وإنّ صمام الأمان هو القائد الذي ينبغي على الجميع أن طاعته وإدراك دوره، حتّى يستطيع حسم الخلافات التي يمكن أن تظهر بين أفراد الأسرة ويحسم الخلاف فيها .
- أن يلجأ أفراد الأسرة إلى الحوار والاستماع والمهارات الإنسانيّة التي تمكّن كلّ طرفٍ من أن يستمع إلى الآخر ويتحاور معه، من أجل حلّ الخلافات والإشكالات التي يمكن أن تحدث، بل ومنع تفاقم تلك الاختلافات وتحوّلها إلى صراعٍ وتصادم، كما أنّ الحوار وسيلة ناجعة تمكّن من فهم كلّ طرفٍ للآخر، فيسدّ بذلك كلّ طريق لإساءة الفهم وسوء الظّنّ .
- ألّا يلجأ الإنسان إلى العنف والشّدّة، بل يتحلّى كلّ فردٍ من أفراد الأسرة بخلق الرّفق واللّين في تعاملاته كلّها، فكما قال النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- إنّ الرّفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا ينزع من شيءٍ إلاّ شانه .
- أن يبتعد أفراد الأسرة عن الغضب، فالغضب لا يأتي بخير، وإنّتعرف ما هو أصل الشّرور كلّها .
- أن يضع المختلفون في الأسرة أسسًا ومعايير لحلّ خلافاتهم، تُبنى على المنطق والحجّة والبرهان، بعيدًا عن تحكيم الهوى والآراء الشّخصيّة، فالإنسان مهما تمتّع به من حصافة ورجاحة عقل فإنّه يفتقر إلى الحكمة باستمرار، وقد تأخذه الأهواء في لحظةٍ من اللحظات يميناً أو شمالاً، بعيدًا عن جادّة الصّواب .