قيمة الوالدين
للوالدان قيمة عالية جداً عند كافّة الأمم، وذلك لما يبذلانه في سبيل راحة أبنائهما. من المعروف أن بذل الوالدين لأبنائهتعرف ما هو بذلٌ مستمر منقطع النظير يبدأ منذ لحظة الحمل الأولى ويستمر إلى وقت الوفاة، ومن هنا فقد أمرت الشرائع السماوية الأبناء بلزوم الوالدين، وبرِّهما، وطاعتهما فيما لا يغضب الله تعالى حتى لو بدر منهما أي تصرف سيء، أو أيّ نوع من أنواع التعامل غير المحمود.
طاعة الوالدين
تجب طاعة الوالدين على الأبناء في كلّ شيء عدا الأمور التي فيها معصية للخالق سبحانه وتعالى، وعدا الأمور التي قد تُلحق الضرر بالأبناء، كما ويجب على الآباء أن يضعوا في اعتبارهم أنّ المستقبل لأبنائهم، وأنّ التربية يجب أن تكون بتصوّر معايير المستقبل، وليس وِفقاً لمعايير الحاضر، أو الماضي كما يفعل بعضهم، ومن هنا فإنّ الوالدين يجب أن يُقدّرا رغبة الأبناء في أن يعيشوا حياتهم كما يريدون دون تدخل مباشر منهم، فعلاقة الآباء مع أبنائهم الذين بلغوا سن الرشد يجب أن تلتزم حدود إسداء النصيحة، والمشورة، والتوجيه فقط.
أهمية وفائدة طاعة الوالدين
- بفضل طاعة الإنسان لوالديه، ينال الإنسان رضا الله تعالى عليه، ويقترب منه، وتعلو مكانته في الدنيا والآخرة.
- ينال الإنسان محبة والديه، ويرضى هو ذاته عن نفسه، فكلّما تقرّب الإنسان من والديه شعر بأنه يملك الدنيا بما فيها.
- لا يشعر بالندم الشديد بعد وفاة والديه؛ فكثيرون هم أولئك الأشخاص الذين يبتعدون عن آبائهم، ويعقّونهم في حياتهم ممّا يؤدّي إلى شعورهم بالندم الشديد بعد وفاتهم، فيقضون باقي حياتهم في وضع لا يُحسدون عليه.
واجبات على الوالدين اتجاه أبنائهما
حتى يطيع الأبناء والديهم بالشكل الأمثل والمطلوب يجب على الوالدين أوّلاً أن يُبرا الأبناء ويحترموهم؛ حيث يساعد ذلك على تقريب المسافات، ومد جسور التواصل بين الآباء والأبناء، وفي هذه الحالة لا يكون الأبناء طريقاً للآباء إلى دار المسنين.
يجب على الوالدين أولاً وقبل كل شيء أن يُحسنا اختيار بعضهما البعض، فكلّما كان الوالدان صالحين ارتفعت فرص أن يكون الأولاد كذلك. بعد ذلك يجب اختيار الاسم الجيد للمولود؛ حيث يُفضّل أن يكون هذا الاسم من الأسماء التي تحمل المعاني الجميلة، والقيم المحمودة، والصفات الجيدة. وعندما يكبر الطفل يجب أن يوفّرا له كل ما يحتاج إليه من ضرورات الحياة، والأهم من هذا أن يربّياه التربية الحسنة، فالتربية هي أساسٌ من أساسات المستقبل، فإمّا أن يكون الأساس متيناً وإما أن يكون ضعيفاً هشاً؛ فينهار الفرد وينهار معه المجتمع بأكمله.