تربية الأبناء
روى النسائي وابن حبّان في صحيحهما قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته). رواه النسائي، وفي الحديث المتّفق عليه (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته).
تقع مسؤولية تربية الأبناء على الأم والأب في المقام الأول، وتختلف طرق ووسائل التربية والتعامل من عمر لآخر، فالطفل لا يعامل كالمراهق، فهو لا يزال يكتشف العالم من حوله وبصعب عليه تحديد الخطأ من الصواب، فهو بحاجة والديه دائماً لتوضيح الأمور له، وصحيح أنّ المراهق أكبر عمراً لكنّه يمر بتغييرات جسدية ونفسية لا يفهمها أيضاً، ويدخل عالماً غير الذي عرفه في طفولته، يترك له الكثير من التساؤلات التي تحتاج إجابة وتوضيح، وبالمجمل الأبناء هم غرس آبائهم وصنع أيديهم، وهم بحاجة لهم طوال فترة حياتهم حتى بعد أن يصبحوا شباباً وشابات، فلا غنى عن حضن أم دافئ، ولمسة أبٍ حنون.
كيف نربي أبنائنا تربية صحيحة
- يجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهم، فالأطفال يقلدون آباءهم فيما يفعلون، ويعتبرون ما يقوم به والديهم هو الصواب، فيجب عليهم التصرف بالطريقة التي يودون أولادهم أن يتصرفوا بها، فإنّ كنت أيها الوالد مدخناً، لا تدخن أمام ابنك، فلن تقنعه بأن يترك التدخين إن فعل، أو تطلب منه أن يجيب عن هاتفك ويقول أنك لست موجوداً، ثمّ تطلب منه أن لا يكذب لأنّها عادة سيئة.
- يجب المساواة بين الأولاد وعدم تمييز أحدهم على الآخر، فهذا يولد الغيرة بينهم، ويثير المشاحنات في الأسرة، وربما يولد الكره بين الإخوة.
- على الأبوين أن يظهرا حبهما لأولادهم، فهم بحاجة الحب والحنان، ولا يظنوا أنه أمر مسلم به، وأنّ الأولاد يعرفون أنّهم يحبونهم، فلا بدَّ من كلمة طيبة، وحضن حنون، كي ينشؤوا نشأة طيبة سليمة، ولا يبحثون عن الحب خارج المنزل، وبطرق ووسائل غير شرعية.
- إرشاد الأبناء لاختيار الأصدقاء، والحرص على أن يكونوا طيبي السمعة، لأنّ الصحبة تؤثّر كثيراً في تفكير الأبناء وتصرفاتهم.
- يجب توضيح تعرف ما هو الصواب وتعرف ما هو الخطأ، وإن اخطؤوا يجب مراجعتهم وإيضاح أن ما فعلوه خطأ، ولماذا هو خطأ، وأنّه لا يجب تكراره، لكن إن كرّروه لا بدّ من العقاب، لكن باللين والرحمة، وليس بالضرب.
- عندما يكبر الأطفال ويصبحوا في مرحلة المراهقة، يجب التحدث معهم وإيضاح طبيعة ما يحدث لهم، بطريقة سلسة، وبما يكفي للإجابة عن تساؤلاتهم، لكي لا يلجؤوا إلى مصادر غير أخلاقية.
- يجب توجيههم إلى العبادة والتقرب إلى الله.