ابن تيمية
هو تقي الدين أحمد بن تيمية، وقد لُقّب من قبل العديدين بلقب شيخ الإسلام. ولد ابن تيمية في حران، وهي بلدة تقع اليوم في الجزيرة الفراتية بين كلٍّ من الفرات، والخابور؛ إذ تقع في الأقاليم الواقعة في الشمال السوري إلى الداخل التركي وبالقرب من الحدود السورية. كان مولده في العاشر من شهر ربيع الأول من عام ستمئة وواحد وستّين من الهجرة.
يعتبر ابن تيمية من أشهر أتباع المذهب الحنبلي، وقد لقي في حياته معارضةً شديدة على آرائه التي لمس فيها أهل العلم تشدّداً، ولا زالت معارضته ممتدةً إلى يومنا هذا في آرائه التي تبناها في ذلك الزمن، ومن معارضيه: تقي الدين، وتاج الدين السبكي، والهيتمي، وابن جماعة، وغيرهم.
انتقد عليه علماء عصره آراءً عديدة منها: نهيه عن زيارة الأنبياء في قبورهم، وشد الرحال للقبور لزيارتها والتوسل بها، بالإضافة إلى رأيه في مسألة الطلاق بالثلاث، وقد اشتكى عليه علماء عصره في مصر، فأحضرته السلطات وعقدت له مناظرة ومحاكمة، وقد حضر هذه المحاكمة رجال على مستوى عالٍ في الدولة؛ إذ حُكم عليه بعدها بالحبس في سجن دمشق، وبعدها عاد إلى مصر وأدخل إلى برج الإسكندرية ليحبس فيها مرّةً أخرى لمدة ثمانية أشهر؛ حيث خرج بعدها بعد تبرئته ممّا نُسب إليه.
تأثّر العديدون بأفكار ابن تيمية منهم: ابن القيم الجوزية، وابن كثير، والمزي، وابن مفلح، وعلم الدين البرزالي، وغيرهم، أتعرف ما هو فقد تأثّر بأحمد بن حنبل، وسمع من أكثر من مئتي شيخ تقريباً، كان منهم ابن عساكر، وابن المنجا، والحنبلي. وقد تركّزت اهتماماته على العقيدة، والفقه بشكل خاص، وقد ترك ابن تيمية إرثاً كبيراً من المؤلفات، وقد تمّ جمع العديد منها في الفتاوى.
دخول ابن تيمية إلى السجن
أدخل ابن تيمية إلى السجن في عام سبعمئة وستة وعشرين من الهجرة، في شهر شعبان، وذلك بسبب مسألة منعه من زيارة قبور الأنبياء والأشخاص الصالحين، وقد بقي في السجن إلى أن مرض قبل أن يتوفّى بعشرين يوماً تقريباً، وقد فوجئ الناس كلّهم بوفاته في العشرين من شهر ذي القعدة من عام سبعمئة وثمانية وعشرين من الهجرة.
أعلنت وفاته على لسان مؤذن القلعة، وتناقله الحرس على الأبراج، فبلغ هذا الخبر الناس، واجتمعوا حول القلعة، وقد صلّى عليه عدد كبير جداً من رجال المسلمين ونسائهم، وقد أقيمت له جنازة عظيمة وكبيرة جداً، ثم دفن -رحمه الله تعالى- في مقبرة الصوفية قبل وقت العصر بشيءٍ يسير جداً.