الإدارة
إنّ الإدارة بمفهومها النظري العام هي واحدة من الحقول الدراسية التي تعني بشكل رئيسي في دراسة السلوك الإنساني في المنظمات، وتصف وتقدم تفسيراً عن الظواهر فيها، بصورة تضمن تحقيق الأهداف المخطط لها، أما الإدارة كممارسة أو كنشاط للتطبيق هي عبارة عن مجموعة من العمليات المرتبطة مع بعضها البعض تسعى بصورة كاملة إلى إنجاز الأهداف المخطط لها للمنظمة، وتتكون من العديد من العمليات التي تتمثل في كل من التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، والقدرة على التعامل مع المشكلات وحلها.
وبالتالي القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والسليمة، وذلك من خلال الاستغلال الاحسن وأفضل لكافة الموارد المتاحة، بما فيها الموارد البشرية أي القوة العاملة وما يمتلكونه من مهارات وخبرات، والموارد الطبيعية، وكذلك الموارد الماديّة أو رأس المال.
يتضح مما سبق أن الدور الذي تقوم به الإدارة لا يستهان به في خلق وإيجاد بنية صلبة وأساس قوي لميدان الأعمال والمنظمات، وكذلك لما يسمى بحقل الإدارة الاستراتيجية، وذلك من حيث تمهيد المناخ لها من خلال تخللها لعمليات وأنشطة فعلية تكون متعاقبة، من شأنها أن تساعد على تنظيم العمل في المنظمة، وتحدد بشكل دقيق آلية استغلال الموارد البشرية وكذلك المادية بصورة شاملة، إلا أنها أضحت غير كافية للعمل والاستمرار والصمود في وجه الصعوبات والتعقيدات والتحديات والتغيرات ذات الوتيرة المتسارعة التي رافقت ظهور ما يُسمى بالثورة العلمية والتقنية أو التكنولوجية والعولمة.
مفهوم وتعريف ومعنى الإدارة الاستراتيجية
تعتبر الإدارة الاستراتيجية أحد الحقول الحاضنة للتفكير الاستراتيجي، ومن هنا نبدأ بصياغة مفهوم وتعريف ومعنى خاص بها على أساس المبدأ القائل بأنها تبدأ بالتفكير الاستراتيجي، حيث إن الإدارة الاستراتيجية نظرياً هي عبارة عن علم وفن ونمط التفكير الذي يقوم على التفكير الاستراتيجي، أي التفكير المتشعب الأبعاد ومتعدد الرؤى والزوايا، وهو تفكير مغاير تماماً عن التفكير التقليدي أو التنفيذي، وذلك من منطلق أنه تفكير بنائي تركيبي شمولي يقوم على منهج هادف وواضح، يأخذ بنظر الاعتبار استحضار الماضي وفهم وإدراك الحاضر واستشراف المستقبل، ورسم معالم افتراضية له قبل وقوعه.
تقوم الإدارة الاستراتيجية التطبيقية على أساس توظيف كافة الأساليب الكمية الرقمية والوصفية والقوانين التي تشرح المسببات وتستطرد إلى تعرف ما هو أعمق من ذلك من خلال فهم المتغيرات المستقلة، والعمل على ربط وتشبيك علاقات الأشياء ببعضها البعض سعياً للتحكم بالأحداث والسيطرة عليها، وتسخيرها لتحقيق الأهداف المحددة والمطلوبة، يرتبط ما سبق ارتباطاً وثيقاً بمنظومة متكاملة من الممارسات والمبادىء المناهج العقلانية الاستراتيجية، والتي تقوم بشكل رئيسي على فهم الوضع الحالي للمنظمة.
وذلك من خلال تحديد رسالتها وتحليل بيئتها الداخلية، أي تحديد الوضع الحالي أو تعرف على ما هى عليه الآن، والما هى اسباب التي تقف وراء وجودها، وتحديد أيكولوجيتها أي فهم عميق لكافة العوامل الخارجية المحيطة بها، وذلك بهدف السير بخطى واثقة جداً ومنتظمة نحو وجهتها المستقبلية، وذلك بهدف تحقيق الأهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى الخاصة بالمنظمات، ويتم تحديد مدى تحقيق هذه الأهداف من خلال تقييم هذه العملية.