الوقت
حثّنا الإسلام على استغلال الوقت، فليس المقصود بالوقت هو الساعات والثواني والدقائق وإنّتعرف ما هو جميع جوانِب الحياة، فاستغلال هذا الوقت بما يعود على الشخص بالنفع من أهم مقوِّمات النجاح في الحياة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ )) رواه البخاري، إذن فالفراغ نعمةٌ يغفل عنها الكثيرون.
ويُعتبرإشغال أوقاتِ الفراغ من أكثرِ الصعوبات التي قد تواجه الناس وخاصةً فئةِ الشباب، فالكثير من أوقات الفراغ إذا لم يتم استخدامها بالطريقةِ الصحيحةِ فإنها قد تُسبِّب الانحراف عن الطريق السوي، وقد حذَّر الرسول صلى الله عليه وسلم من إضاعة العمر فيما لا ينفع، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ : " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ".
وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوةً للمسلمين جميعاً فلم يترك دقيقةً في حياته إلّا واغتنمها في مصلحةِ الإسلام، لذلك لا بد من تقديم النصائح المختلفة للشباب حول طريقة استغلال أوقات الفراغ.
طرق ووسائل استغلال أوقات الفراغ
- قراءة القرآن الكريم والتفقه بالدين والعقيدة لمعرفة الواجبات وطُرق كسْب الأجر والحسنات؛ فكل مسلمٍ مكلّف بالتفقّه في أمور دينه ومعرفة الأحكامِ الشرعيّةِ التي تدله على طريق الخير والصلاح.
- أخذ دوراتٍ متخصصةٍ في المجالات المختلفة وخاصةً الحاسوب، فأصبحت الحياة مرتبطةً بعلوم الحاسوب والإنترنت، ولا يمكن القيام بمختلف الأعمال بمعزلٍ عنها، ولكن يجب أن يتم استخدام هذه التكنولوجيا بطريقةٍ صحيحةٍ وبمواضيع مفيدة.
- العمل على تطوير المهارات المتعلّقة بمجال العمل؛ فوقت الفراغ من أنسب الأوقات لزيادة الخبرة في العمل وتطوير النفس في مواطِن الضعف.
- قراءة الكتب المُفيدة التي من شأنها زيادة المعرفة والقدرات.
- القيام بالزيارات الاجتماعية للأهل والأصدقاء، فطريقةُ الحياةِ العصريةِ جعلت من الصعب زيارة الأقارب والأصدقاء في كل الأوقات، فيستطيع الشخص استغلال وقت الفراغ لتأدية هذه الزيارات.
- الاشتراك بالنوادي الثقافيّة والرياضيّة؛ بحيث يتمّ إشغال الكثير من وقت الفراغ والتعرّف على ناسٍ جدد وشخصيّاتٍ جديدة فتزيد معارف الشخص وخبراته بالحياة.
- ممارسة الهوايات المختلفة والأعمال المحببة؛ فوقت الفراغ هو الوقت المناسب للقيام بالهوايات المرغوبة.
- الاسترخاء ومحاولة تنظيم المهام والأعمال، وتقييم الأعمال السابقة، فأحياناً يجب مراجعة ما سبق من أعمالٍ لتقييمها ومعرفة مواطِن الخلل إذا وجِدت.
- المشاركة بأعمال الخير؛ فهي تجلب إلى النفس الكثير من السرور الفرح، ويمكن المشاركة بهذه الأعمال من خلال الجمعيّات الخيريّة أوالأعمال المنفردة.
- تنظيم برنامج للسفر، فالسفر يروِّح عن النفس ويُكسِب الخِبرات والمعارِف الجديدة.