التخطيط الاستراتيجي
إنّ التخطيط الاستراتيجي أو Strategic Planning عبارة عن أحد الأنشطة والعمليات الإدارية المدروسة التي يتمّ من خلالها تحديد التوجه المستقبلي للمنظمة، وطريقة تحقيق هذا التوجه، وذلك من خلال دراسة شاملة وفهم واسع للظروف والعوامل الداخلية وكذلك العوامل الخارجية التي تؤثر على ميدان الأعمال الذي تعمل به المنظمات المختلفة.
يسمى هذا الجزء بالتحليل الرباعي أو SOWT analysis، بحيث يتمكن أعضاء الإدارة العليا بواسطة هذه العملية من تحديد الخطة والسياسات والإجراءات وأساليب عمل ونقل الفكرة إلى حيز أو موضع التنفيذ، بعبارة أخرى فإنه يمكن التعبير عن التخطيط الاستراتيجي بكونه وسيلة بناء وتشكيل لمستقبل المنظمة في ظل ظروف بيئية متغيرة، حيث يسعى بشكل جاد إلى تحقيق أهداف المنظمات بشكل مقصود وموجه ومن خلال تسخير كافة الإمكانات المتاحة لتحقيق هذا الغرض.
كان أول ظهور لمفهوم وتعريف ومعنى التخطيط الاستراتيجي في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديداً في أواسط القرن الماضي، وأصبح تعبيراً شائعاً فيما بعد، إلى أن أضحى أسلوباً شائعاً في التخطيط في السبعينات، بسبب ظهور وشيوع وتطبيق أساليب وتقنيات مثل نماذج المحافظ ومصفوفات النمو والأسهم ودراسات تكامل الأعمال، ومحاولات السعي نحو الميزة التنافسية وتحليل منحنى الخبرة، وتحليل دورة حياة المنتج وغيرها من المفاهيم الإدارية الحديثة.
مراحل وطرق وخطوات التخطيط الاستراتيجي
- لا بدّ من صياغة الاستراتيجية الخاصة بالعمل، وذلك من خلال وضع تعريف ومعنى واضح ومحدد لطبيعة العمل في المنظمة، وتحديد دقيق للإمكانات الحالية المتاحة، والإمكانات الممكن الحصول عليها في المستقبل، ورسم فلسفة المنظمة من حيث وضع الرؤية والرسالة والغايات والأهداف والقيم الرئيسية، وتتطلب هذه المرحلة وضع البدائل الاستراتيجية.
- تقدير وضع المنظمة في بيئتها المحيطة، وهو ما يطلق عليه التحليل الاستراتيجي أو Strategic Analysis.
- تحديد الغايات والأهداف قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ورسم خطط عمل لتحقيق هذه الأهداف، مع الحرص على وضع خطط طويلة الأمد للتفاعل مع البيئة المنافسة.
- تحديد آليات نقل المنظمة من وضعها الحالي إلى وضع مستقبلي مرغوب فيه، مع الاهتمام بمفهوم وتعريف ومعنى الكفاءة والذي يتطلب دراسة للفرص والتهديدات واتخاذ المبادرات لمواجهتها.
- تحديد آليات تنفيذ الخطة الاستراتيجية، من خلال الإمكانات المتاحة والأيدي العاملة وضمن الميزانية المتوفرة.
- متابعة التنفيذ Follow up، والحرص على تقييم كل مرحلة وتعديل الأخطاء لتفادي تفاقم المشكلات.
- تقييم العملية، وتحديد مدى تحقيق الأهداف المطلوبة، ومدى فعالية تطبيقها على أرض الواقع، وذلك بإجراء مقارنة بين النتائج المتوقعة والنتائج التي تم تحقيقها، وتقديم التغذية الراجعة أو Feed back.