الكليتان والمرارة عند الإنسان
الكليتيان إحدى أجزاء الجهاز البولي وتقعان على طرفي العمود الفقري وتشبهان في شكلهما حبّة الفاصوليا، ويصل وزن الكلية الواحدة إلى 150 غراماً، وتقوم الكليتان بتنقية الدم والتخلّص من المواد السامّة التي تنتج من عملية الهضم والتمثيل الغذائيّ، كما تساهم في الحفاظ على التوازن المائيّ في الجسم، والمحافظة على معادلة الوسط القاعديّ بالوسط الحامضي في الدم.
المرارة أو الحويصلة الصفراوية إحدى أجزاء الجهاز الهضميّ، وهي تشبه في شكلها حبّة الكمثرى وتقوم بتخزين الصفراء التي يفرزها الكبد لاستخدامه وقت الحاجة، وقد تصاب الكلى والمرارة بتجمّع الحصى فيها مسبّبةً المشاكل وعيوب في الجسم ولكن ما هو الفرق بين الحصى التي تتجمّع في كلٍّ منهما؟
الفرق بين حصى الكلى وحصى المرارة
تختلف طريقة تشكلّ الحصى في الكلى عن الحصى التي تتجمّع في المرارة، فالحصى في الكلى تتكوّن من تجمّع الأملاح، لذلك عند تحليلها تظهر بعض الأنواع من الأملاح مثل أوكزالات وسيستين وكالسيوم، ويوريك أسيد، فيعزى وجود الكالسيوم إلى عدم مقدرة الجسم على امتصاصه بسبب خللٍ في عمليات الأيض ممّا يؤدي إلى طرحه مع البول للتخلّص منه إلى الخارج فيتجمّع في الكلى، بينما حصى المرارة تتشكّل من تجمّع الدهون لذلك يطلَق عليها حصى الكولسترول، أو يمكن أن تنتج من تجمّع المادة الصفراوية ويطلق عليها في تلك الحالة حصى البيليروبين، كما يمكن أن تنتج من تجمّع الدهون والمادة الصفراوية، والكالسيوم، والدهون الفسفورية، والبروتينات الدهنيّة، ويطلق عليها في تلك الحالة اسم الحصى المزيجيّة.
تختلف الأعراض الناتجة عن الإصابة بحصى الكلى عن الأعراض المرافقة لحصى المرارة، حيث يكون الألم في حصى الكلى من الخلف عند مكان وقوع الكلى في الجسم، وقد يمتد هذا الألم إلى الحالب، وإذا نزلت الحصى في الحالب فإنّ ذلك قد يسبّب احتباس البول، بينما الألم الذي ينتج من تجمّع الحصى في المرارة يصيب المنطقة من الأمام إلى أعلى القفص الصدري والمرارة، كما قد يصيب الألم منطقة خلف الظهر والكتف الأيمن ،ويزداد هذا الألم عندما يتناول المصاب مواد دهنيّةٍ مثل البيض، أو اللبن، أو الحليب.
العلاقة بين حصى الكلى وحصى المرارة
على الرغم من أنّ طريقة تشكّل الحصى في الكلى يختلف تماماً عن طريقة تشكّل الحصى في المرارة إلّا أنّ الدراسات الحديثة أثبتت أنّ من يعاني من حصى الكلى يكون أكثر عرضةً للإصابة بحصى المرارة، والعكس صحيحٌ أيضاً، وعزا الباحثون ذلك إلى أنّه من الممكن أن يكون قد حدث تغيّر في نوع البكتيريا الموجودة في الأمعاء ممّا يحفِّز على الإصابة بكلا المرضين معاً.