كمبوديا، تقع في جنوب شرق آسيا، وعاصمتها هي مدينة ( بنوم بنه ) التي تقع على ضفاف نهر ( ميكونغ )، وتعتبر مدينة ( بنوم بنه ) أو ( بنوم بن ) من أغنى المدن الكمبودية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، حيث يصل تعداد السكان فيها إلى أكثر من مليوني نسمة، وتعتبر هذه المدينة هي المركز السياسي والثقافي وأيضاً الاقتصادي لدولة كمبوديا .
أطلق على المدينة اسم ( لؤلؤة آسيا ) في العام 1920 م، وتتميّز بأنها تجمع بين الطابعين طابع الخمير التقليدي، وطابع دولة الاستعمار الفرنسي، أما المناخ الذي يسود هذه المدينة هو المناخ الاستوائي الجاف الرطب، والذي يكون حاراً على مدار العام، مع فروقات بسيطة تكاد لا تذكر .
تتحدث أسطورة إنشاء المدينة، عن قصة امرأة مسنة تدعى ( بن )، وهي من السكان المحليين الذين عاشوا في القرن الرابع عشر للميلاد، حيث كانت تعيش هذه المسنة في مدينة ( شاكتموك ) - الاسم القديم للعاصمة -، وكانت عاصمة كمبوديا في ذلك الوقت هي مدينة ( انفكور )، فبينما كانت المرأة المسنه تجمع الحطب من على ضفاف النهر، إذ لمحت من بعيد شجيرة ( كوكي ) تطفو على سطح الماء، أسرعت المرأة إليها وقامت بانتشالها والمفاجأة كانت تكمن في داخلها، حيث عثرت على أربعة تماثيل لـ ( بوذا )، وتمثال لـ ( فيشنو ) .
اعتبر هذا الأمر كنبوءة إلهية تخبرهم بوجوب نقل العاصمة من أنفكور إلى بنوم، لما لهذه التماثيل من قداسة عند الخمير، أما المرأة المسنة فقد قامت بعمل تلة رملية على الضفة الغربية للنهر، وأقامت معبداً على تلك التلة لوضع التماثيل في مكان يليق بها، وما يزال هذا المعبد قائماً حتى يومنا هذا .
في هذه المدينة متحفان كبيران، هما ( المتحف الوطني ) و ( متحف تول سلينغ للإبادة الجماعيّة )، ويعتبر المتحف الوطني من أهم المتاحف الموجودة في العالم لما يحويه من قطع أثريّة وتاريخيّة، ويقام في كل عام من شهر تشرين الثاني في المدينة مهرجاناً سنوياً كبيراً معروف يدعى ( مهرجان الماء )، إنّ أهم القطاعات التي يعمل فيها أهل بنوم بن هو الزراعي، حيث يسهم بشكل كبير في دعم اقتصاد البلد ككل، كون أغلب سكانها يعملون فيها ويعتمدون في غذائهم على محصول الأرز كغذاء رئيسي .
عثر عام 2005 في مياه كمبوديا الإقليمية على مكامن الغاز الطبيعي والنفط فيها، ويعتقد بأنّه سيؤثّر بشكل كبير في شكل حيات بنوم بن بشكل خاص وكمبوديا ككل بشكل عام .