جزيرة كريت
تقع في اليونان وتحتل المرتبة الأولى مقارنةً بالجزر اليونانية الأخرى من حيث المساحة، أمّا بالنسبة لجزر البحر الأبيض المتوسّطة فتحتلّ المرتبة الخامسة، ومن الجهة الجنوبية تشرف على بحر إيجة، وفلكياً يكون موقعها على درجة 35 ش، ودرجة 24 ق، ومن حيث الأهميّة الحضارية تعتبر الأكبر أهميةً، وتتضمّن سلسلة جبليّة تمتدّ من الجهة الشرقيّة إلى الغربيّة بحيث تحيط بها مجموعة من الشواطئ الصخريّة، وتعتبر قمة بسيلوريتيس أعلى قممها بحيث يبلغ ارتفاعها حوالي ألفين وأربعمئة وست وخمسين متراً فوق مستوى سطح البحر، وتنتشر على هذه القمم مجموعة من بساتين الكرمة والزيتون، كما تزرع فيها الذرة إضافةً للتبغ.
التاريخ
تأسّست هذه الجزيرة منذ زمنٍ بعيد يعود إلى عصر حكم الملك الأسطوري مينوس، والذي قام بتأسيس الحضارة والعمران فيها قبل حوالي أربعة آلاف سنة، ولم تستغرق وقتاً طويلاً حتى سيطرت على بحر إيجة بالكامل، وما زالت هذه المعالم والآثار واضحة في معالمها التاريخية، وبقيت هذه الجزيرة شامخة وتابعة لحكم البيزنطيين حتّى قام أبو حفص البلوطي الأندلسي بفتحها وتحريرها، حيث أسس فيها إمارة لم تبقى تحت سيطرته كثيراً حتى استولى عليها البيزنطي نقفوز الثاني في العام 961م، وفي العام 1204م احتلّها البنادقة خلال الحملة الصليبية الرابعة تحديداً؛ لتصبح تحت حكم اليونان في العاك 1913م، وبعد ذلك استولى عليها العثمانيون. سمّاها العرب اقريطش، أمّا الأتراك فأطلقوا عليها اسم جزيت التي حرفت وأصبحت كريت، وحالياً تصنف من ضمن الجزر اليونانية.
المناخ
تقع في الجزيرة منطقتان مناخيتان، الأولى في منتصف الجزيرة والثاني في الجهة الشماليّة منها، أمّا مناخها فهو معتدل ولكن تزداد نسبة الرطوبة فيه كلما اقتربت من البحر أكثر، وفي فصل الشتاء يكون الجو لطيفاً ومعتدلاً، وفي الجبال تتساقط الثلوج، أمّا صيفاً فتتراوح درجة الحرارة ما بين عشرين وثلاثين درجة مئوية، باستثناء المناطق الساحلية الجنوبية التي تتضمن غابة تسمّى ميسارا ومجموعة جبال أستيروسيا، وهذه تمتاز بمناخ دافئ بحيث تكون درجة الحرارة فيها صيفاً مرتفعة جداً، علماً بأن فصل الخريف وفصل الربيع هما الأنسب لزيارتها.
السكان
يقطن فيها قرابة الثمانية ألف نسمة، متعددوا الجنسية ولكن معظمهم يونانيو الأصل، مع نسبة أتراك وصلوا إلى الجزيرة بعد وصول الحكم الإسلامي لها، والمهن التي يحترفها سكانها هي الزراعة بحيث ينتجون الزيتون ومجموعة متنوعة من الحمضيات، إضافةً للذرة والعنب، وجزء كبير يعمل في الصيد والتجارة، والبعض في الرعي والحرف التقليدية.