جدول المحتويات
طريقة التفكير
تختلف طرق ووسائل التفكير من إنسان إلى إنسان آخر، ومن مجتمع إلى مجتمع آخر وذلك تبعاً للتغيّر في الدين، والعادات، والتقاليد، وطبيعة الحياة، والعديد من العوامل الأخرى، وفي العديد من الأحيان تكون طريقة التفكير غير مناسبة نهائياً للظروف الحالية، ومع هذا يتمسّك الناس بها إما تعنّتاً، أو خوفاً، أو خضوعاً لتأثيرات خارجية مختلفة، وهذه الأمر يسبّب حتماً المشاكل وعيوب في بعض الأحيان، فمن أسوأ ما قد يتعرّض الإنسان له خلال حياته أن يتبع نمطاً معيّناً في التفكير لا يتناسب مع الواقع الذي يعيشه.
كيفيّة تغيير نمط التفكير
- الاهتمام بالنواحي الثقافية ومحاولة الاطّلاع على كافة الآراء حتى التي تقع على النقيض من الرأي الذي يتبنّاه الشخص، أو على النقيض من أي فكرة راسخة لديه؛ فهذا سيفتح الأفق أمامه ليعرف وجهات النظر المختلفة في القضية، ممّا يجعله قادراً على فهمها وتمثلها بالطريقة الأنسب، وهذا لا يتأتي إلّا بالإقبال على الكتب والتهامها، والإقبال على كل ما له علاقة سواء من قريب أو بعيد بالنواحي الثقافية، ويمكن الاستفادة في هذا الصدد من التقينات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تساعد على نشر المعلومات والثقافة بشكل كبير جداً، ولكن ينغي الحذر الشديد عند التعامل مع مثل هذه الوسائل، والتأكّد من كل معلومة أو رأي قبل تبنّيه والبناء عليه.
- التعامل مع الدين والتديّن بحنكة، وذكاء، من خلال اعتبارهما وسيلتين من وسائل الارتقاء الروحي، والرفعة العقليّة للإنسان، وحتّى يستوفيا غاياتهما فهما بحاجة إلى قبول للآخر أولاً، وإلى فهم للنصوص الدينيّة وفهم لخلفيّاتها التاريخية ثانياً، بالإضافة إلى التبصّر فيها واعتبارها مخاطبةً مباشرة للشخص نفسه، لا الاعتماد على أفكار الآخرين وتأجير الدماغ لهم.
- يمكن للإنسان أن يُغيّر من طريقته في التفكير مباشرةً عندما يرى ويدرك أنّ الطريقة التي يتبعها في التفكير في الوقت الراهن لا تصب في صالحه، والشخص العنيد هو حتماً الذي يظلّ متمسكاً بالطريقة ذاتها في التفكير دون أن تكون هناك أدنى رغبة لديه في التغيير، مع حجم الإخفاقات التي يُحقّقها هذا الإنسان.
- الاطلاع على مختلف وسائل الإعلام السيئة والرديئة منها وبكافة أنواعها، وهذا يتيح المجال للإنسان لمعرفة موضوع معين من مختلف جوانبه وحيثيّاته.
- يغيّر الإنسان من نمط تفكيره عندما يحصل على المعلومات الكافية التي تؤهله لذلك، وتساعده على تحقيق ما يصبو ويطمح إليه، ولا يكون ذلك إلا بالبحث العميق والكبير عن كافة الأمور التي تثير الأسئلة في داخله، وذلك بعد أن يمتلك العقل الناقد الذي يفتقده العديد من الأشخاص في هذا العالم، وفقدان العقل الناقد يأتي من إدمان كل شيء، ومن ثقافة الابتذال للأقوال والنصوص الهامة التي تُحشى في رأس الإنسان منذ طفولته.