الخطأ هو سمة إنسانية، وسلوك بشري لا أحد معصوم عن الوقوع فيه مهما كنّا حكماء أو جهلاء فقد قيل قديمًا: "لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة"، ولكن لا ينبغي لنا أن نعطي الخطأ أكبر من حجمه، فنقوم بتضخيم خطأٍ صغيرٍ، أو تحقير خطأٍ كبيرٍ، ولكن لابدّ من معالجة حكيمة للخطأ بفكر وروية، واستخدام أسلوب الإقناع و ماسك والفهم المبني على المحبة، وفيما يلي قواعد لجعل الزوج يفهم ويتقبل وجهات نظر زوجته بكل رحابة صدر:
اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالبًا.
النفس البشرية تكره اللوم وتنفر منه، ولا تستطيب سماعه، إذًا فاللوم عادة لا يأتي بخير، فحاولي تجنب ذلك مع المخطئ يذكر أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنّه خدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- عشر سنوات، ما لا مه على شيء قط)، فاللوم سهمٌ سامٌ قاتل، ما أن تقوم بإطلاقه على المخطئ حتّى يعود إلى على صاحبه فيؤذيه؛ لأنّ اللوم يكسر كبرياء النفس البشرية وعزتها.
ابعـد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ.
عندما يخطئ المخطئ لا يشعر أنّه أخطئ، وإلّا لما أخطأ أصلًا، وهناك من يخطئ عن حسن نية، فإذا وجهنا له اللوم مباشرة، وعاتبناه في ذلك وهو يرى صواب ما فعل لن نحصل –في الغالب- على ما نرجوه من نتائج إيجابية، لذلك لابد أولًا أن نوضّح له خطأ ما قد فعل، ونزيل عنه الغشاوة، حتّى لا يستمر في خطأه، بل ليصححه.
استخدام العبارات وكلمات وعبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ.
الكلمات وعبارات الرقيقة والعبارات وكلمات وعبارات اللطيفة بمثابة حلٌ سحري لجميع المشاكل، فكم من نصيحة رفضت لا لشيء إلّا من النبرة التي قيلت بها، وقد قيل قديمًا: "إنّ من البيان سحراً"، فلمّا لا نستغل هذا السحر الحلال في تصحيح ومعالجة الأخطاء وردع المخطئ، إذًا فلابدّ علينا استخدام عبارات وكلمات وعبارات طبيعية مثل: لو فعلت كذا لكان أفضل، ما رأيك لو تفعل كذا، أنا اقترح كذا، ما وجهة نظرك.
ألا ترى أنّ هذا احسن وأفضل من قولنا: يا قليل التهذيب، ألا تسمع، ألا تعقل، ألا تفهم، أمجنون أنت، كم مرة قلت لك.
ألا تجد أنّ هناك فرق كبير بين الأسلوبين، عندما تقوم بإشعار المخطئ بالتقدير والاحترام يجعله يتقبل النقد ويعترف بالخطأ ويعمل على إصلاحه.
تركك للجدال أكثر إقناعًا.
الجدال دائمًا لا يقدم حلول، ولا يعالج الأخطاء؛ لأنّ كلّ طرفٍ يحاول إثبات وجهة نظره دون استخدام العقل، فإذا تحول الحوار إلى جدال فدعك منه، فلا فائدة ترجى منه؛ لأنّ المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته التي يريد أن يدافع عنه مهما كلف الأمر، حتّى لا يشعر بالذل وانكسار النفس، عندها لن يعترف المخطئ بخطأه بل سيتمادى ويستمر فيه.
ضعي نفسك موضع المخطئ ثم االبحث عن الحل.
فكر بنفس تفكير المخطئ، وانظر أيّ من الحلول قد يقبلها المخطئ لتصحيح خطأه.
دع الآخرين يتوصلون لفكرتك.
عندما يخطئ أحدهم دعيه يكتشف ذلك بنفسه، ثمّ دعه يكتشف الحل المناسب بنفسه، أي دعه يصل لفكرتك من تلقاء نفسه؛ ذلك لأنّ الفكرة عندما تنتج من الفرد يكون حماسه لتنفيذها أكبر وبالتالي تصحيح الخطأ.
عندما تنتقد أذكر جوانب الصواب.
يجب ألا يكون نقدك لاذعًا وسلبيًا، بل اجعل فيه من الإيجابية ما تطيب به نفس المخطئ، فابدأ بذكر الصواب ومن ثمّ بين له أخطاءه.
تذكري أن الأزواج يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم.