الحجاج
يلفظ بكسر حرف العين، وهو مفهومٌ مشتقٌ من الجذر الثلاثي حججَ، بمعنى استخدام البرهان عند الدفاع عن رأي ما، ويعرف الحِجاج بأنه الاتفاق على رأيٍ مُعيّن بين مجموعة من الأشخاص، ويعتمدون على مجموعة من البراهين التي تدلّ عليه، ومن تعريفاته أيضاً هو مجموعة من النظريات التي تهتم بكافة أنواع العلوم، والمعارف، فتقيم عليها الدلائل لبيان مدى تماشيها مع الغرض المرتبطة فيه.
تقول بعض آراء المؤرخين إنّ فكرة الحِجاج انتقلت إلى الثقافة العربية من الثقافات الأخرى بالاعتماد على الترجمة من أجل تحقيق هدف ما، وكثُرَ استخدام الحِجاج في النقاشات، والمجادلات، والمؤلفات الفلسفية، والبلاغية من أجل تثبيت مفهوم، والردّ على المفاهيم الأخرى التي تشابه بالفكرة، وتختلف معه بالمعنى، أو العكس، ممّا أدّى إلى اشتقاق العديد من المصطلحات اللغوية المعتمدة على مفهوم وتعريف ومعنى الحِجاج، مثل: المُحاجة، والاحتجاج، وغيرهما.
خصائص الحِجاج
توجد مجموعة من الخصائص التي يتميز بها الحِجاج، وهي:
- التشابه مع السياق: أي إنّ الحِجاج قد يؤدّي إلى استنباط حُجج أخرى، أو نتائج جديدة من خلال دراستهِ للسياق النصي، وهكذا تحتوي العبارة الواحدة على حِجةٍ واضحةٍ تُثبت القضية، أو الفكرة المرتبطة بها.
- النسبية: أي إنّ الحجة يجب أن تتميّزَ بالقوةِ لتأكيدها، وقبولها فترتبط كل حجة بنتيجة معينة، فمثلاً: يُقدم شخصٌ حجة حولَ موضوع ما، ويُقدم شخصٌ آخر حجة أخرى حول الموضوع ذاته فتُعتمد الحجة الأقوى، وتُهملُ الحجة الأضعف بينهما.
- القابلية للتبديل: أي إنّ كلّ حجة قابلة للتغيير بما يتناسب مع السياق، والاتفاق، والبراهين، والدلائل المستحدثة، وخصوصاً عندما تأتي حجة جديدة تُبطلُ مفعول الحجة السابقة لتحل محلها.
أنواع الحِجاج
للحِجاج مجموعة من الأنواع التي تمّ اشتقاقها منه، ومنها:
المُحاجة
هي نوعٌ من أنواع الحِجاج، ومعناها أن يردّ كل شخص على غيره، عند التحدث حول موضوع معين، وإنّ لفظة مُحاجة تعتبر من الألفاظ المستخدمة بشكل واسع في العلوم اللغوية، والدينية، والفلسفية؛ إذ إنّها تهتم بإثبات أو نفي قضية ما، بالاعتماد على وسائل الإقناع و ماسك المنطقي، واللفظي، ومن الأمثلة عليها: المُحاجة حول مسألة قانونية بالاعتماد على مصادر التشريع المختلفة.
الحِجاج الفلسفي
هو نوعٌ من أنواع الحِجاج، ويُسمّى بفن الإقناع و ماسك العقلي؛ إذ يعتمد على حجج منطقية ويطلق عليها مُسمّى الاستدلال، كما أنّه يسعى لوصف، وتوضيح المنطق الداخلي الخاص في الخطاب الحجاجي للتأكد من ترابط عناصره معاً، لذلك يسعى الحجاج الفلسفي إلى تطبيق الاعتماد المباشر على منطق العقل في طرح الحجج.
الحِجاج المُغالط
ويُطلق عليه أيضاً مُسمّى (السفسطة) والتي ارتبطت بالعصور اليونانية القديمة، وهو نوعٌ من أنواع الحِجاج الذي يعتمد فيه الشخص على مغالطة غيره، حتى لو كان ما يقوله صحيحاً، وموثوقاً فيتمسّكُ المغالط برأيهِ، حتى لو لم يكن على حق، ويستخدم مجموعةً من الحُجج، والدلائل على مصداقيته، وصحة قوله.