الخلاف حول أول تكلم باللغة العربية
وقع الكثير من الجدل حول من يكون أول من تكلم بالعربية، ولكن معظم العلماء قد إتفقوا على أن سيدنا آدم هو أول من تحدث بها مستدلين بذلك على قول الله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَ?ؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"، وقد فسر العلماء الأسماء بكل شيء وبكل اللغات التي وجدت ومن ضمنها اللغة العربية، وقد قيل في بعض التفاسير بأنّ آدم عليه السلام كان يتحدّث العربية في الجنة حتى أكل من الشجرة وأنزله الله للأرض عندها سلب الله منه العربية وجعله يتحدّث باللغة السريانية، ولما تاب لله عزّ وجل ردّ الله إلى لسانه العربية مرّة أخرى.
يقال أيضاً أنّ اللغة العربية بدأت تندثر في وقت النبي نوح عليه السلام، فقد كان جميع من على سفينة نوح يتحدّثون السريانية ماعدا رجلاً واحداً يدعى جرهم، ويقال أنّ إرم بن سام تزوج من بنات جرهم فكان لسان أولاده عربياً، حتى عادت الأمة تتحدّث بالعربية بعد ذلك، وقد قال البعض أنّ قبيلة قحطان هم أوّل من تحدّث العربية فقد كان الرد عليهم بأن أقوام عاد، وثمود، وأميم، وعبيل، وطسم، وجديس جميعها تحدثت العربية وكانوا قبل قبيلة قحطان بالعديد من السنين، كما أنّ الله قد أرسل للعرب العديد من الرسل باللغة العربية كالنبي شعيب، وهود، وصالح، وغيرهم من الرسل.
مراحل مرت بها اللغة العربية
لقد مرت اللغة العربية بأربع فترات زمنية مختلفة:
- الفترة الأولى والتي بدأت منذ نزول آدم عليه السلام للأرض إلى أن جاء عهد الطوفان، وفي هذه الفترة اندثرت العربية بشكل كبير فلم يبق سوى القليل ممن يتحدثونها.
- الفترة الثانية التي بدأت منذ أن تزوج إرم بن سام من بنات جرهم اللواتي يتحدثن العربية، وفي هذه الفترة عادت اللغة العربية للألسن وزاد متحدثوها حتى أصبحت اللغة الأساسية في تلك الحقبة الزمنية.
- الفترة الثالثة التي كانت عندما عصى الناس الله وأطاعو النمرود في مدينة بابل فغضب الله عليهم وبلبل ألسنتهم فلم يفهم أحدهم قول الآخر، وبذلك عادت اللغة العربية للاندثار حتى عادت على ألسن عرب البادية من أبناء جرهم ويعرب بن قحطان.
- الفترة الرابعة التي بدأت في عهد النبي إسماعيل عليه السلام، وفي هذه الفترة ازدهرت العربية كما لم يحدث في السابق واتخذت شكلاً جديداً تميّز بالبلاغة والفصاحة والبيان حتى نزل الله القرآن الذي زاد العربية جمالاً وحسناً.
ذكرت العديد من المصادر التاريخية بأنّ لغة إسماعيل كانت أفصح من العربية التي تحدث بها أبناء جرهم ويعرب من بني قحطان، كما أن عربية إسماعيل عليه السلام هي نفسها العربية الفصيحة التي جاء بها القرآن الكريم.