من منّا لا يسعى إلى السّعادة في حياته، فالسّعادة هي مطلبٌ النّاس جميعاً، ذلك بأنّ السّعادة هي الحالة التي تجعل من الحياة متعةً وسروراً، وهي الحالة التي تجمّل أمور الحياة وتبهج النّفس وتجعلها في نشوةٍ دائماً وحبور، وإنّ المجتمعات السّعيدة هي المجتمعات الأكثر قدرةً على العطاء والبذل، وبالتّالي تتجلّى أهميّة السّعادة حيث تكون دافعاً للإنسان تمدّه بالطّاقة والقوّة، كما تجعله صاحب هدفٍ وطموحٍ يسعى دائماً لتحقيقه بكلّ عزيمةٍ ومضاء، وعلى النّقيض من السّعادة يكون الحزن والهمّ ممّا يعرقل الحياة أو يسوّدها في نظر من يمرّ بهذه الحالات، ويبقى التّحدي الأكبر أمام الفتاة وهو الحصول على السّعادة واجتناب نقيضها، وإنّ هناك وسائل كثيرةٌ تجعل الفتاة سعيدة، نذكر منها :
- على الفتاة أن لا تفكّر في كلمة السّعادة كثيراً، بل تفكّر في الما هى اسباب التي تؤدّي إلى السّعادة، ذلك بأنّ الفتاة إذا ظنّت بأنّ السّعادة تأتي بمجرّد التّفكير فيها هي واهمة، وكذلك فإنّ العقل حينئذٍ ينشغل بكلمة السّعادة وتراه يوجّه طاقاته نحوها بدون بوصلةٍ أو مسار، وبالتّالي تكون النّتيجة الفشل في الحصول على السّعادة، والحلّ يكمن عندما نفكّر في كلّ ما يخلق السّعادة في حياتنا، كأن تفكّر الفتاة في أن تخرج إلى التّنزه مع صديقاتها، أو تفكّر في أن تكتب روايةً أو كتاباً أو خاطرة، أو أن تفكّر في أيّ شيءٍ يكون من نتائجه الحصول على السّعادة، ثمّ تعزم بعد التّفكير على تنفيذ رغباتها تلك متسلحةً بالقوّة والعزيمة، وبعد أن تعملها ستشعر بنتائجها حتماً في حياتها .
- ومن الأمور التي تجعل الفتاة سعيدةً إيمانها بالله تعالى وتسلّحها بالتّقوى، فالفتاة الملتزمة بربّها تعلم علم اليقين بأنّ الله تعالى يكشف عن عباده الهمّ والغمّ، وهو وحده المتصرّف في أمور الخلائق، وأنّه لن يصيبها إلا ما كتبه الله تعالى لها، وبالتّالي تطمئن بالها، وتسكن روحها بجوار ربّها وقربه .
- وأخيراً يجب أن تعلم الفتاة أنّ السّعادة هي أمرٌ نسبي، وما قد يسعد إنساناً قد لا يسعد إنساناً آخر، وبالتّالي عليها أن تضع أموراً وأهدافاً تجعلها سعيدةً في الحياة، وأن تسعى إليها غير عابئةٍ بنظر الناس وكلامهم، ما دامت ترضي ربّها ثم نفسها .