جدول المحتويات
الكتابة
تعرف الكتابة على أنها الخط المنقوش والمرسوم على أي قطعة سواء ورقية، أو خشبية، أو حجرية، وتعتبر الكتابة محاولة نقل الأفكار والصور المسموعة والأحاسيس والآراء والأحداث إلى اللغة مكتوبة، أي أنها إعادة ترميز الكلام المنطوق على شكل خطي مكتوب.
طريقة تطور الكتابة
الكتابة لها حكايات كثيرة مع التاريخ عبر العصور التاريخية، إذ إن الإنسان كلما عاش في أكثر أصبح أكثر ذكاء وحدة في ابتكار الأشياء الجديدة واستغلال ما حوله ليبقى دوتعرف ما هو الاحسن وأفضل وليكتسب حياة جميلة وكاملة، والمراحل التي مرت بها الكتابة توجز بالآتي:
- أول النقوش الكتابية في التاريخ كانت النقوش المسمارية وهي عبارة عن رسم الأشياء ونقشها على الجدران أو الألواح الطينية والحجرية والمعدنية والشمعية، إذ كان الإنسان يعبر عما يريده برموز منقوشة، وظهرت هذه النقوش لدى شعوب السامريين والمصريين والآشوريين والبابليون، لا ندري ماذا كان يفكر الإنسان في ذاك الزمان، لكن نجزم أنه قد بدأ يفكر بطريقة تحفظ تاريخه وثقافته وقيمه، أو أنه أراد أن يعلم الأجيال التي تليه طريقة العيش كما عاشوا، وهذه سمة ذكاء بدأت تتبلور في عقل الإنسان القديم.
- تطورت الكتابة لشكل احسن وأفضل وبدأت تعرف بالكتابة التصويرية، التي بدأت برسم الأشياء التي تحيط بحياة الإنسان، وكانت كسابقتها ترسم على الألواح الطينية والحجرية والمعدنية والشمعية، وظهرت هذه الكتابة لدى الشعوب التي عاشت في بلاد ما بين النهرين سوريا والعراق.
- قفز تطور الكتابة قفزة جيدة بعد مرور عدة سنوات، فانتقل عهد الكتابة المسمارية والتصويرية إلى عهد الكتابة الهيروغليفية، وتعني كلمة هيروغليفية نقش مقدس، وظهرت هذه الكتابة لدى شعب الفراعنة المصريين، وتميزت هذه الكتابة بأنها أصبحت كتابة مفهومة من جميع الحضارات المختلفة، وتميزت بشكلها الصوري فنقشت الطيور والحيوانات، وجسم الإنسان، والأدوات المستخدمة في ذلك العصر، والثمار والحبوب، كلها نقشت على القطع الحجرية والخشبية، كما استعملت هذه النقوش على جدران المعابد والمقابر والألواح الحجرية والخشبية الكبيرة، وفعلا عرفت حضارتهم لأنهم كتبوا تاريخهم على الجدران بشكل صوري وزخارف منقوشة.
- بعد التطور الجيد في الكتابة الهيروغليفية، تطورت الكتابة لشكل أفضل، إذ اخترع الورق من مادة البردى وتمكنوا من الكتابة عليها بقلم الحبر، كما أن الرموز الهيروغليفية أصبحت بسيطة وأصبح شكلها قريبا من الحروف الأبجدية، وسميت هذه اللغة بالكتابة الهيراطيقية، وكانت تستخدم هذه الكتابة لكتابة الخطابات السريعة والوثائق الخاصة بإدارة الدولة وقانونها، وكلها كتبت على ورق البردى وبقلم الحبر.
- تطورت الكتابة بعد عدة قرون وأصبح شكلها اجمل وافضل وعرفت بالحروف الأبجدية، ومرت الحروف الأبجدية عبر التاريخ بمميزات كثيرة واختلاف اسمها من شعب لآخر، إذ تميزت الحروف الأبجدية الأوغاريتية المكونة من ثلاثين حرفا بلغة متقنة حيث استخدمت في مجالات التجارة والإدارة والحياة المدنية، وظهرت هذه الكتابة لدى شعوب الساحل السوري، أما الحروف الأبجدية الفينيقية التي ظهرت لدى شعوب السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط المعروفون بالفينيقيين، فتميزت أبجديتها بأنها سهلة من حيث كتابتها، وأن لكل حرفا من حروفها صوت مختلف ومميز عن الحروف الآخر، ولتميز هذه الكتابة نقلها الرومان لشعبهم وعدلوا على بعض الحروف وأسموها الحروف اللاتينية، أما شعوب المكسيك فظهرت لديهم الحروف الأبجدية التي عرفت بكتابات الأنكا والأزتك، التي استخدمت في توثيق تاريخهم وحفظ أنسابهم.