يشكو كثير من الآباء من عصبية أطفالهم، واستخدامهم الصراخ المتواصل عادة لتحقيق مطالبهم، وتشكل هذه الظاهرة أرقا للآباء، خوفا من تفاقم المشكلة عندهم فتلازمهم في الكبر، وسنلقي خلال هذا المقال الضوء على هذه الظاهرة بالتفصيل.
العصبية
تعرف العصبية بأنها حالة من التوتر والضيق والانزعاج يمر بها الإنسان سواء كان طفلا أو بالغا تجاه موقف ما، يظهر هذا الضيق والتوتر على صورة صراخ أو ربما مشاجرات مع من حوله من أقرانه وأفراد عائلته، وقد يظهر في الأطفال على شكل عض كل ما يقع بين يديهم من أدوات أو شد الشعر أو مص الأصابع بشكل مستمر، وقد يظهر أيضا بحركات غير منتظمة للأرجل عند الأطفال أو بعض الشفاه.
ما هى اسباب العصبية عند الأطفال
تتعدد ما هى اسباب العصبية عند الطفل، فمنها النفسية والتربوية، والما هى اسباب المرضية.
الما هى اسباب النفسية
- التفكك الأسري، وينتج عنه فقدان الطفل لدفء الأسرة والعطف والحنان .
- غياب الحنان والحب والدفء العاطفي داخل أسرة الطفل، سواء كان بين والديه، أو إخوانه.
- تعرض الطفل للقسوة والعنف والاضطهاد من والديه أو أحد أقربائه.
الما هى اسباب التربوية
- اتصاف والدي الطفل أو أحدهما بالعصبية، وكذلك اتصاف أحد معلميه في المدرسة بها، مما يجعل الطفل يعتاد على هذا السلوك ويقلدهم، فهو سلوك مكتسب وليس فطري.
- تفريق الوالدين في التعامل بين الأخوان، وإجبار الطفل على الالتزام بكل ما يقوله والديه، وعدم إعطائه فرصة لأن يختار بعض الأمور البسيطة كلعبته مثلا.
- المبالغة في تدليل الطفل، فينشأ على العدوانية وحب الذات والأنانية، ويعتاد على أن كل طلباته مستجابة، فتجده يثور غضبا إذا لم تتحقق مطالبه ورغباته.
- القسوة في تربية الطفل، وتعنيفه دائما مهما كان السبب، كما أن ضربه وشتمه وعدم تقديره بين أسرته أو مدرسته وإشعاره بأنه مصدر قلق للعائلة، يولد في داخله الغضب.
- كثرة مشاهدة أفلام الكرتون والمشاهد التي تحتوي على العنف؛ حيث يتأثر الطفل بها ويحاول تقليدها.
- عدم وجود متنفس للطفل ليفرغ به طاقاته.
الما هى اسباب المرضية
- فرط نشاط الغدة الدرقية عند الطفل.
- نقص فيتامين د في الشهور الأولى من عمره.
- إصابته بفقر الدم "الأنيميا".
- أن يكون مصابا بمرض الصرع.
- اضطرابات سوء الهضم؛ كالإمساك المزمن.
- مرض التوحد.
- معاناته من صعوبة في النطق، فقد تتولد عنده العصبية إذا أحس بالاستهزاء ممن حوله.
مظاهر العصبية لدى الأطفال
- العدوان الجسدي: حيث يكون الطفل عدوانيا يؤذي من حوله جسديا، إما بالضرب أو العض أو استخدام الأدوات الحادة.
- العدوان اللفظي: حيث يستخدم الطفل الشتم والألفاظ البذيئة أحيانا والصراخ والتهديد، وكل ما يخيف الآخرين.
- التخريب: ويقوم الطفل العصبي بتكسير كل ما يقع في متناول يديه، فمثلا قد يضرب الحيوانات الأليفة، أو يقوم بتكسير ألعابه وبعثرتها، وقد يقوم بضرب رأسه في الحيط لإيذاء نفسه.
طريقة التعامل مع الطفل العصبي
في حال كانت ما هى اسباب العصبية لدى طفلك مرضية عليك أن تعرضيه على طبيب مختص، أما في حال كانت الما هى اسباب نفسية، فينصح بما يلي:
- حاولي توفير بيئة مناسبة آمنة لطفلك، مليئة بالرفاهية والعاطفة والدفء الأسري.
- اهتمي بشؤون طفلك وأشركيه في صناعة القرار فيما يعنيه، كأن يختار لون حقيبته المدرسية، أو شراء ألعابه أو ملابسه ، وتجنب التدخل بشؤونه كلها، لأن هذا يخلق عنده جو من القلق والتوتر، وفي المقابل احرصي على عدم المبالغة في تدليله.
- عاملي طفلك بلطف واحترام واغمريه بالدفء والحنان من خلال الكلام اللطيف والتقبيل ومكافأته على فعل السلوكات الجيدة.
- راقبي بشكل دائم كل ما يشاهده طفلك على التلفاز أو الإنترنت، فلا تسمحي له بمشاهدة كل ما يحتوي على العنف والإثارة.
- اسمحي له بممارسة نشاطه الاجتماعي مع الأطفال الآخرين، ولا تبالغي في الخوف عليه؛ حيث إن تفاعله مع الآخرين ينمي ويقوي شخصيته الاجتماعية.
- تجنبي التفرقة بين أولادك، وإن أعطيت واحدا منهم شيئا عليك إعطاء إخوته أيضا، لتتجني بث الحقد والكراهية بينهم.
- حاولي أن تتجاهلي بعضا من سلوكاتيه العصبية، فقد يساهم التجاهل في تقليلها، واستخدمي أسلوب النقاش في إقناعه بدلا من الصراخ في وجهه، لأن ذلك لن يجدي معه نفعا.
- استمعي لطفلك دائما، لتتمكني من معرفة رغباته واحتياجاته، فقد يتجنب التعبير عنها إذا وجدك منشغلة، كما عليك أن تنمي مواهبه ليفرغ طاقاته بها ويمارسها باستمتاع، فهذا من شأنه أن يحد من عصبيته.
- ربي طفلك على المعاني الفاضلة كالتسامح والكرم وحب مساعدة الآخرين، والرفق بالحيوانات الأليفة.