الغضب
يشبه الغضب الريح المدمرة لأنه يؤدي إلى إيذاء الآخرين، ويجعل الشخص يتصرف خارج إطار الآداب العامة، وقد تصدر عنه ألفاظ غير لائقة؛ لهذا كله يجب أن يكون هناك فن في التصرف مع الغضب سواء كنت أنت الغاضب أم شخص آخر مقابلك، وهذا كله له علاقة بالتربية الصحيحة للشخص، والجو الأسري الذي تربى فيه، وحتى لو لم يتوفر ذلك على كل شخص أن تكون لديه القدرة على التحكم بنفسه مهما كانت الضغوط كبيرة عليه.
كل منا معرض لموقف يثير غضبه ومهما كان السبب يجب أن نحاول قدر الإمكان السيطرة على غضبنا وعدم الانجرار وراء الغضب الذي يعمي البصيرة، وقد يفقد الشخص صوابه ويصبح غير واع لما يقول، لهذا يجب أن نضبط أنفسنا ونحاول امتصاص غضبنا مهما كان الأمر، ولكن عند تعرضك لشخص آخر غاضب وهائج ويتفوه بكلمات وعبارات أو قد يقوم بتكسير ما حوله كيف ستتصرف؟
طرق ووسائل امتصاص غضب الآخرين
هناك عدة أمور عليك اتباعها لتمتص غضب أي شخص أمامك، منها:
- حافظ على هدوء أعصابك وحاول تهدئة الشخص الغاضب بأن توجه له كلاما يهدئ من غضبه ولا تدع الموقف يجعلك غاضبا مثله لأن هذه أولى المشاكل وعيوب المصاحبة للغضب، وتنتهي بندم الطرفين غالبا فربما يقومان بشتم بعضهما وهما في الأصل أعز الأضدقاء.
- عند حدوث خلاف بينك وبين أحد الأصدقاء أو الزملاء وكنت مخطئا من الاحسن وأفضل أن تعتذر له؛ فهذا سيساعد كثيرا في تخفيف حدة غضبه فإن لم يقبل الاعتذار دعه وشأنه إلى أن تحين الفرصة وتشرح له كل شيء.
- إن كنت حقا ممن يمكنهم امتصاص الغضب وكان الشخص الغاضب إنسان مقرب منك عليك احتواؤه، وحاول فهم سبب الغضب واستمع له ليعبر عما بداخله.
- إن كان صديقك غاضبا من شخص آخر وصب غضبه عليك لأنه لا يعي ما يفعل فلا تغضب مثله ولا تشعر بالحزن؛ بل اتركه يفرغ الطاقة في داخله وبعدها سيهدأ.
- إذا كان سبب غضب الشخص سخيفا من الاحسن وأفضل أن تدعه وشأنه، هذا إن كان شخص غريب ولا يهمك أمره بدلا من الشجار معه بلا داع.
- إن كان صديقك غاضب لأنه مظلوم اجلس معه وافهم ما يقول فقد يكون غضبه نتاج سنين من التعب والتعاسة فحاول التخفيف وانقاص عنه.
إن من يستطيع القيام بكل ما سبق لا شك بأنه سيكون إنسانا قادرا على ضبط نفسه؛ فالذي ينجح في ضبط غضب الآخرين بالتأكيد إنه إنسان يستطيع السيطرة على غضبه.
