الفرق بين التعليم والتدريس
تسعى كليات التربية الحديثة إلى إخراج معلمين قادرين على مواكبة تحديات العصر واستغلالها فيتعرف ما هو مفيد وفعال في العملية التربوية، ومهما كان من الضروري للمعلم أن يمتلك من مهارات سلوكية ومهنية عالية، يجدر به أن يمتلك المحتوى والمخزون الثقافي التربوي للمصطلحات العلمية للسلوك الاجتماعي التربوي، حتى يستطيع تحديد نوع أي سلوك سيواجهه خلال حياته المهنية وترجمته بما يتوافق والنظريات التربوية التي تعلمها ليستفيد من هذه النظريات لحل ما يواجهه من مشكلات تربوية، خاصة أن المعلم يواجه أكثر من غيره مشاكل وعيوب تربوية سلوكية فيقع في حيرة عن طريقة تخطيها بما يتفق مع الطبيعة البشرية التربوية، وبما أننا في صدد الحديث عن المصطلحات التربوية فإن أهم المصطلحات التي يبدأ المعلمون الطلاب في معرفتها هي التعليم والتدريس ، وسنقوم الآن بشرح الفرق بين كلا المصطلحين:
التعليم
التعليم هي كلمة عامة، تستخدم في اى موقف تعليمي في الحياة، وهو تصرف غير مقصود أو موجه، بمعنى أن الحياة عبارة عن تجارب، وأن أي شيء جديد أتعلمه في الحياة العلمية أو العملية خارج نطاق المدرسة أو الكلية أو الجامعة أو داخلها، ويقوم به المعلم أو غيره هو عبارة عن عملية التعليم، ونستطيع القول أن هذا الموقف التعليمي هو موقف خاص بعملية التعليم من خلال وجود العناصر التالية:
- المعلم وهو أي شخص كان.
- المادة أو الهدف التعليمي ولا يشترط أن يكون أكاديمي تدريسي.
- المتعلم وهو متلقي القيمة التعليمية أو الهدف التعليمي.
التدريس
هو بعكس عملية التعليم العامة، وهو سلوك خاص ومقصود وموجه ومنظم، يكون خلال المدرسة والكلية والجامعة، ويشرف عليه المعلم، بهدف مساعدة الطلبة على تحقيق مجموعة من الأهداف المقصودة المخطط لها سابقا، ومن التعريفين السابقين نستطيع القول أن الموقف التعليمي يتحدد إذا كان تعليم أو تدريس بوجود عناصر معينة وهي:
- السلوك التربوي، والموقف التعليمي.
- البيئة المحيطة بالموقف التعليمي وهي المدرسة، البيت...إلخ.
- الشخص المسؤول عن عملية التعليم.
أما الموقف التعليمي الذي يطلق عليه بعملية التدريس، فيشترط فيه وجود العناصر التالية:
- المعلم وهو شخص مؤهل تربويا وأكاديميا ويحمل شهادة بهذا الخصوص.
- المادة أو الهدف التعليمي ويكون خلال منهج أو مادة تربوية محددة أو قيم وأخلاقيات تندرج تحت مسميات تربوية واضحة.
- المتعلم وهو المتلقي لهذا الموقف التعليمي ومحركه الأساسي.
- حجرة دراسية أو صف تعليمي مخصص.
مع العلم أن جميع النظريات التربوية الحديثة تتجه نحو جعل الطالب هو محور العملية التربوية التعليمية بحيث لا يقتصر دوره على تلقي المعلومات بقالب تربوي جامد، بل أن يكون عنصرا فعالا بهذه العملية.