الشاعر المحاور
يتبادر إلى أذهان الشباب في أغلب الأحيان كيف أصبح الشعراء شعراء، وكيف صقلت مواهبهم، وتعرف على ما هى الطرق ووسائل والأساليب التي تطور الفرد ليصبح شاعرا، يتميز بطلاقة الأداء واللغة السليمة البعيدة عن اللحن، واللغو؟
والشاعر المحاور: شاعر يقف أمام شاعر آخر في مكان يتفق عليه الطرفان، وعادة ما يكون في أسواق معينة أو مجالس خاصة، وتبدأ بعد ذلك المناظرة الشعرية، بقول أحدهما الشعر ورد الآخر عليه.
وشعر المحاورة: من الفنون الشعرية التي لها أساسياتها وقوانينها وبحورها الشعرية التي تحكمها، وفي يومنا هذا اتخذ الشعراء من هذا الشعر وسيلة للذم والسب والشتم، ضد من يعاديهم.
نصائح لتصبح شاعرا محاورا
هنالك عدة توجيهات على الفرد أن يتبعها حتى يصبح شاعرا في الدرجة الأولى، ثم يتطور ليصبح شاعرا محاورا، منها:
- وجوب وجود عنصر الإبداع، وهذه السمة الإلهية في الأفراد يمكن تطويرها ولا يمكن إيجادها وخلقها.
- القراءة في مختلف مجالات الأدب العربي، وهذا يساعد الأشخاص في إثراء قاموسهم اللغوي، وزيادته.
- حفظ الكثير من الأبيات الشعرية القديمة والحديثة، وحفظ النثر أيضا، وهذا لتوسعة المدارك وزيادة الألفاظ والأساليب، التي تخزن في الذهن.
- تحديد الفكرة الأساسية من المحاورة بين الشعراء، وهي سلبية في العادة لا تأخذ الجانب الإيجابي، ومحاولة تجسيد هذه الفكرة في ذهن الشاعر قبل البدء بعملية المحاورة.
- تهيئة النفس، والرغبة في الرد، على الطرف المقابل.
- معرفة مناقب وزلات الطرف المقابل، وذلك لأن المرحلة الأولى في تعلم شعر المحاور هو التفاخر وتعظيم النفس والقبيلة، والتقليل من شأن الطرف المقابل.
- التركيز على المعنى والألفاظ في البداية، ومن الواجب أن تتناسب مع ما قبلها وما بعدها، وتجاهل الوزن والقافية، حتى يتضح المعنى، وفيما بعد سيتشكل الوزن ووتأتي القافية تلقائيا.
- محاولة تلحين الشعر الذي ترتب في الذهن، ليلاحظ وجود عيوب الوزن والقافية، مثل: الإقواء، وعيوب الروي.
- عدم اختيار البحر سابقا لعملية المحاورة، وترك المعاني والألفاظ والأبعاد اللغوية هي التي تحدد البحر.
- اختيار القافية التي تتلاءم مع البحر الذي المحدد.
- مراجعة القصيدة في الذهن بشكل سريع للتأكد من أنها خالية من الكسور، لأن ذلك يعطي فرصة للطرف المقابل أن ينتقدك.
مضمون شعر المحاورة
من المؤسف أن هذا الفن أصبح من فنون التجريح والشتم والسب بين الشعراء، وكأنهم في حلبة مصارعة، ويهدف كل واحد منهم فرض شخصيته، وتفضيل قومه وخصاله على الأقوام والأفراد، وإهانة الطرف المقابل بأي شكل أو أسلوب، وهذا ما ترفضه جميع الأديان عموما، والإسلام خصوصا، فمقياس التفاضل بين البشر هو الإنسانية، ومقدار الإيمان.