عيسى عليه السلام في القرآن
من بين أولي العزم من الأنبياء كان نبي الله عيسى عليه السلام، فقد كان مولده آية ربانية ورحمة إلهية للبشر أجمعين، وقد ضل أقوام عن الهدى وانحرفوا عن منهج الله تعالى وعقيدة التوحيد فظنوا بعيسى عليه السلام ما ليس فيه ولا يليق به من الصفات الإلهية فتارة يقولون أن الله هو المسيح ابن مريم وتارة يقولون أنه ابن الله وتارة أخرى أنه ثالث ثلاثة، تعالى الله وتنزه عما يقلون ويفترون، لذلك جاء القرآن الكريم وفي مواطن كثيرة ليبين حقيقة خلق عيسى عليه السلام، فتعرف على ما هى أبرز جوانب حياة عيسى عليه السلام في القرآن الكريم ؟
ولادته
ذكر الله سبحانه وتعالى قصة السيدة مريم بنت عمران التي اصطفاها سبحانه لتكون أما لسيدنا عيسى عليه السلام، وتحدثت الآيات الكريمة كيف انتبذت مريم يوما عن قومها واتخذت من دونهم حجابا، فجاءها الملك من رب العالمين ليعلمها بأنه رسول من الله ليهب لها غلاما زكيا طاهرا، فنفخ الله فيها من روحه ليخلق هذا المولود الطاهر في بطنها حيث سيكون آية من رب العالمين ورحمة منه، ثم يشاء الله أن تضع مريم هذا المولود حيث ينطق في معجزة ربانية أمام قوم مريم ليذب عن عرض أمه وليبين حقيقة أمره بأنه عبد الله الذي آتاه الله الكتاب وجعله نبيا، وأن الله أوصاه بالصلاة والزكاة والعبادات والحرص عليها، كما جعله بارا بأمه ولم يجعله جبارا شقيا .
بعثته إلى بني إسرائيل
كما تتحدث الآيات الكريمة عن عيسى عليه السلام وكيف بعثه الله رسولا لبني إسرائيل ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويعيدهم إلى جادة الصواب، ومصدقا لما بين يديه من التوراة، وقد أيده الله تعالى بالمعجزات العظيمة ومنها أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله وكان كذلك يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وينبىء الناس بما يدخرون في بيوتهم.
رفعه إلى السماء
كما تحدثت الآيات الكريمة عن حفظ الله سبحانه لنبيه عيسى عليه السلام من مكر الكافرين وأذاهم إذ رفعه سبحانه إليه وأنزل شبهه على رجل آخر فصلبوه ظنا منهم أنه عيسى عليه السلام.
كما تحدث القرآن الكريم عن سيدنا عيسى عليه السلام وكيف يتبرأ يوم القيامة من أقوال الضالين فيه ويبين لربه وهو أعلم كيف كان يدعو قومه إلى توحيد الله سبحانه وعدم الإشراك به.
أخيرا تتحدث الآيات الكريمة عن عيسى عليه السلام كعلامة من علامات و دلائل الساعة في قوله تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا )، وقال تعالى: (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستيقم ).