الرسل
بعث الله للأرض الرسل والأنبياء لكي يعلموا البشر أمور دنياهم بطريقة توصلهم للجنة في الحياة الآخرة ويبعدونهم عما يوصلهم للنار، يجمل كل نبي رسالة كلفه بنقلها الله تعالى للبشر، حسب القصص القرآني يوجد أنبياء معروفين لنا وأشهرهم موسى عليه السلام، وعيسى عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وتقوم رسائل الأنبياء على حكمة وتعاليم وهدف للحياة يعتبر في الديانات هو الحقيقة للوجود، كلها تتمحور حول الصلاح البشري والعيش والتعايش ضمن المجتمعات وتصبو للحالة المثالية التي يمكن الوصول لها عبر الإيمان بما أنزل على الأنبياء والاعتقاد بأن هذه الرسالات الدينية هي الحقيقة، وفي القصص الديني في الكتب السماوية الثلاث التوراة والإنجيل والقرآن هناك قصص تحكي سيرة حياة بعض الأنبياء بهدف الوعظ أو التعريف ومعنى وتمميز هؤلاء الأنبياء عن باقي البشر.
قصة حياة النبي عيسى
ولد النبي عيسى بعد أن نفخ الله من روحه في مريم العذراء لتصبح حاملا به، رضيت مريم عليها السلام بهذا التكليف ورحلت عن قريتها خوف اضطهادها كونها حملت وهي عذراء، وعانت في هذا الرحيل ما عانت إلى أن وصل موعد وضعها فوضعت النبي عيسى تحت جذع شجرة في مدينة بيت لحم التي تقع في فلسطين، وهذا الموقع الذي أقيمت فيه كنيسة القيامة القائمة بحالة جيدة حتى يومنا هذا وهي لازالت دار عبادة فاعلة يذهب إليها المسيحيون للصلاة.
بعد ولادة النبي عيسى كانت له معجزة التكلم وهو في المهد، وبهذا بدأت دعوته منذ ولادته حتى صلبه في عمر الخامسة والثلاثين وهو شاب على يد اليهود الذين رفضوا دعوته وكذبوه وادعوا أن مريم عليها السلام زانية وما تدعيه من أنها حملت بعد أن نفخ الله روحا بها كذبا وزورا.
عاش السيد المسيح كتعرف ما هو مسمى عند المسيحين أو النبي عيسى عليه السلام عند المسلمين يدعو للحكمة، والعدالة، والمساواة، والخير، والتسامح، والمحبة طوال عمره، كان يحدث بأن الفضيلة هي أن يترفع الإنسان عن الأذى بل ويتقبل الأذى ويحوله إلى تسامح ومحبة، كان يقول بأن الأشرار يستحقون الشفقة لا القتال لأنهم ضعاف من الداخل هشين عبيد لغرائزهم ويجب أن يتم وعظهم كي يتخلوا عن الشر، كان رقيق القلب زاهدا محبا متسامحا مع الخطاة حتى أقصى درجة وهذا أدى لأن يتم نبذه من قبل الأشرار بحيث إنهم لم يتخيلوا حتى ما كان يدعوا إليه من فضائل، ومر عليه السلام بتجارب كثيرة داخل مجتمعه الذي لم يستقر به في مكان بل كان يتنقل ويدعو الناس ومعه اثنا عشر تلميذا آمنوا به وقرروا أن يتعلموا على يده حكم الدين، حتى جاء يوم اتفق فيه أعداءه على قتله صلبا واستعانوا بأحد تلامذته الذي خانه بأن أخبرهم بمكانه فجاؤوا واعتقلوه وثبتوه بمسامير على صليب وعذبوه حتى الموت، هذا حسب الديانة المسيحية المحرفة، أما الحقيقة فهي أن الله تعالى رفعه إلى السماء فهو لم يقتل ولم يصلب.