محمّد صلّى الله عليه وسلّم
هو محمد بن عبد الله، وأمّه آمنة بنت وهب الزهرية القرشية، وُلد يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وعندما بلغ رسول الله صلّ الله عليه وسلم عمر الأربعين أوحى إليه الله سبحانه وتعالى وأمره بدعوة الناس بعد ثلاث سنوات تقريبًا من نزول الوحي عليه، ودعا البشريّة بالمودة والرحمة والحكمة.
بدأت المقاومة المضادّة لدعوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أقرب الناس إليه، وذلك عندما أمره الله بدعوة عشيرته بقوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) صدق الله العظيم، فكانت المقاومة من أعمامه وأبناء عمومته سواءً من الفرع الهاشميّ أو الفرع الأمويّ؛ حيث كانت المقاومة له شديدةٌ عنيفة، ومثال ذلك عندما قدم على رسولنا الأمين الحكم بن العاص وسخر منه أمام الخلق ومن ثمّ رماه بالقاذورات وهو يُصلّي، فأتت فاطمة ابنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأزالت هذه القاذورات.
مقاومته عليه السلام
بدأت المقاومة بمقاطعة بني هاشم من قبل قريش وكبارها، وتمثّل بهذا الموقف أبو جهل الذي كان يمنع أيّ شخص من الوصول إلى الرسول "صلّى الله عليه وسلّم"، وأيضًا بدؤوا بنشر الادعاءات الكاذبة كوصف رسول الله بالساحر والمجنون، وتمثلّ في هذا الموقف أبا سفيان الذي قابل "هرقل " وتحدّث له أنه كذابٌ ومجنون وما شابه ذلك، وأيضًا كانت هناك مجموعة عُرفت بالمقتسمين؛ وهؤلاء يعترضون طريق كلّ من ذهب لمقابلة الرسول، وكان منهم عتبة وشيبة ابني ربيعة، غير ذلك كانت قريش تُعذّب المسلمين من قبيلتها؛ فعندما أسلم بعض الأمويون عذّبتهم ومنعت المسلمين من الهجرة إلى المدينة.
فتح مكة
جاء فتح مكة نتيجةً لمنع الرسول صلّى الله عليه وسلّم من عمرة الحديبية؛ إذ قرّر وأصحابه أن يعتمروا فمنعتهم قريش من ذلك إلّا أنَّ الرسول صلّى الله عليه وسلم أصرّ إلى أن انتهى الأمر بصلحٍ عُرف بصلح الحديبية؛ هذا الصلح الذي أثبت قوّة الرسول والمسلمين، وفرض على قريش الخضوع والاعتراف بسيادة محمّد القائد الأعظم، وبالفعل تمّ ذلك، وبعدها اقتتل رجلان من كنانة وخزاعة، وكلّ رجلٍ منهم يُمثّل طرفاً، منهم من كان جانب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ومنهم كان من طرف قريش، بعد ذلك نقضت قريش العهود؛ فكان هذا مُقدّمةً لفتح مكة، وبالفعل تمّ ذلك وفتحت مكة ومكث فيها الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعض الوقت لينظّم الأمور ثم عاد إلى المدينة.