الإساءة إلى الإسلام
من منا لم يسمع بالإساءات التي توجه إلى الإسلام بين الحين والآخر من قبل الغرب، ومن منا لم يسمع عن الصور المسيئة التي تنشر في صحف العرب الآثمة، والتي تستهدف شخص النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بالاستهزاء أو اللمز؛ فالحقيقة الساطعة البينة أن الغرب لم يتوان لحظة عن تحين الفرص للهجوم على الإسلام ونبي الإسلام، فهم يرون في هذا الدين العظيم أكبر تهديد لطموحهم وضلالاتهم، فنور الإسلام الذي أشرقت شمسه على البشرية جمعاء، لم ترق لكثير من أهل الأهواء والضلالات الذين أدمنوا الظلام والعتمة والتيه.
وفي ظل تلك الإساءات المتكررة إلى شخص النبي -عليه الصلاة والسلام-، سمعنا كثيرا عن ردود الأفعال العنيفة التي طالت من يسيؤون إلى النبي الكريم؛ فمنهم من سعى لرد الاعتبار عن طريق التفجير واستخدام العنف والقتل، ومنهم من رأى أن سبل الرد على ذلك ينبغي ألا تكون بالعنف، وإنما بالرفق واللين والحكمة، فتعرف على ما هى الطريقة الصحيحة والمناسبة للرد على من يسيء إلى شخص النبي -عليه الصلاة والسلام- ؟
الرد على الإساءة للإسلام
إن العالم الإسلامي يعيش حالة ضعف شديدة؛ حيث سادت مرحلة الغثائية، وألقت بظلالها القاتمة على جميع جوانب الحياة في البلاد الإسلامية؛ فالمسلمون كثر والحمد لله، ولكن دون فعالية حقيقية على الأرض، وبالتالي يكون المسلمون وحالهم كذلك فريسة لأطماع الناس من حولهم، وتسقط هيبتهم في نفوس الناس كلما ابتعدوا عن دينهم ومنهج ربهم جل وعلا، فلا يستغرب المرء أن تخرج إساءات من الغرب للرسول -عليه الصلاة والسلام- وحالنا كذلك، وبالتالي يكون أعظم رد على تلك الإساءات هي التمسك بالدين وأهداب الشريعة الإسلامية وتطبيق سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- في واقعنا العملي.
كما أن الرد على تلك الإساءات وحالنا كذلك، ينبغي أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبليغ هذا الدين العظيم للناس، فكم من أناس حكمهم جهلهم بسيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى إساءة فهم الدين، وخاصة عندما يرون التطبيق الخاطىء للشريعة الإسلامية من بعض الأفراد، ومما يروى في ذلك أن اليهود كانوا يمرون على النبي -عليه الصلاة والسلام- فيقولون السام عليكم بدلا من لفظ السلام عليكم، وقد سمعتهم يوما السيدة عائشة يقولون كذلك، فأغلظت عليهم في القول، فقال لها النبي الكريم :مهلا يا عائشة؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ، وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، وبين لها أنه قد رد عليهم حين قال: وعليكم بمثل ما يقولون.
ومن الأساليب التي يستطيع المسلمون فيها الدفاع عن نبيهم أن يردوا على كل محاولة لتشويه صورته، وبيان الصورة الحقيقية المشرقة للناس، فعلي سبيل المثال حينما يذكر المسيؤون أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتزوج كثيرا نبين لهم كيف أن زيجاته كانت لما هى اسباب متعددة وليست لغرض الدنيا، ونبين الأدلة على ذلك، وقد يكون نشر كتيبات صغيرة تشتمل على سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بأسلوب مبسط خير وسيلة للدفاع عن نبي الإسلام .
أما إذا كان المسلمون في قوة ومنعة وهيمنة، فربما تكون الأساليب في الرد على الإساءات أشد من ذلك حتى يرتدع الظالمون عن الإساءة لسيد المرسلين وخاتم النبيين -عليه الصلاة والسلام- .