الدراسة
تعتبر الدراسة بأنها السبيل نحو الرفعة والوصول إلى المكانة المرموقة في المجتمع، وهي وسيلتنا للتعرف على كثير من المعارف؛ فالدراسة سلوك كأي سلوك متعلم أي يمكن تشكيله وتكوينه من خلال طرق وخطوات متسلسلة، كما لا بد من البدء فيها بطريقة متدرجة مع الطفل.
طريقة جعل الطفل يحب الدراسة
لا يكون البدء بتدريب الطفل على حب الدراسة في سن المدرسة بل يجب القيام بذلك قبل هذه المرحلة، لا بد من جعل الدراسة سلوك محبب يرافقه الكثير من التعزيز وبأشكاله المتعددة، ويجب دمج ممارسة الدراسة بنشاط محبب كالذهاب في نزهة، أو تناول ما يفضله الطفل من حلويات، أو مشاهدة برنامجه المفضل، وغيرها من الممارسات، ويجب تجنب إقران الدرسة بشيء غير محبب للطالب، فيجب على الأم أن تتجنب الطلب من الطفل القيام بواجبه ومراجعة دراسته في الوقت المخصص لعرض برنامجه المفضل على التلفاز، أو أثناء تناوله الطعام، أو في الوقت الذي يحضر نفسه للذهاب في نزهة أو لعب لعبته المفضلة.
يجب التدرج في تنظيم ساعات الدراسة، لتكن قليلة في بداية مشروع دراسته؛ ففي رياض الأطفال والمراحل الدراسية الأولى، يجب أن لا تزيد الدراسة عن ساعتين يتخللها أنشطة ترفيهية كأكل فاكهة مثلا أو تناول كأس من العصير أو غيرها، ثم تزداد بازدياد المرحلة الدراسية ونموه المتقدم.
إن توزيع مهمات الدراسة وتنويع طرقها يساعد الطفل على حبه لها؛ فمثلا يجب الطلب منه حل التمارين ثم حفظ قصيدة، وبعد ذلك تلوين نشاط ثم قراءة درسه، فالتغيير بين الموضوعات من الأمور التي تكسر حاجز الملل والضجر اللذان ربما كانا السبب وراء كراهية الطفل للدراسة .
ننوه إلى أنه يجب تجنب مقارنة الطفل بغيره والتقليل من قدرته على الإنجاز؛ فالطفل الذي يرى أن والديه أو القائمين على تدريسه يتثاقلون من محاولاته الفاشلة في الدراسة، وشعوره المتنامي بأنه غبي وأقل متعرف ما هو متوقع يسبب الكراهية للدراسة، فلا بد من التركيز على محاولاته الناجحة والتغافل عن محاولاته الفاشلة، وتعزيزه بأن فشل اليوم هو نجاح الغد .
وتعهدي سيدتي طفلك بمحبتك، وزيني له طريق العلم، اقرئي عليه قصص الناجحين، أريه الناجحين من حوله، وشاركيه في صناعة الوسائل الخاصة بموضوعات تعلمه، وزوريه في مدرسته؛ فبهذه الوسائل ستجدينه أقبل على الدراسة بحب ومارسها بشغف.
دور المعلم في تعليم الطفل
للمعلم أو المعلمة دور محوري في محبة الطالب للدراسة، فإن كان من الممكن التواصل مع المعلم أو المعلمة ومنحهما بعض المعززات التي يحبها الطفل، ليقدمانها له فإن ذلك سيساعد في زيادة اهتمام الطفل ومحبته للدراسة؛ فكم من طفل تعلق بمادة ما نتيجة تعلقه بمعلمه الذي اتخذه قدوة وشغل مكانة ليست بالقليلة في نفس الطفل.