مكانة العمال في الأمم الحضارية
يعتبر العمل والإنتاج خط الدفاع الأول والأخير في اى مجتمع من المجتمعات ضد المخاطر الناجمة عن سوء الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الآفات الاجتماعية؛ كالفقر، والجهل، والتخلف، والتبعية، وما إلى ذلك، كما أن قوة القوى البشرية العاملة هي التي تحدد مكانة الدولة، وترتيبها على مختلف المستويات، والأصعدة.
إن انتشار ثقافتي العمل بإخلاص بين العمال، وإعطاء العمال حقوقهم التي نصت عليها القوانين والتشريعات؛ مدنية كانت، أم دينية، هو معيار رئيسي لتحديد مدى رقي الأمم، فكلما تطورت نظرة العامل إلى نفسه، والنظرة إلى العامل في الأمة دل ذلك على أن هذه الأمة أمة أخلاقية، تعرف حق من يساهمون ليل نهار في البناء، والتعمير. ومن هنا فقد أجمع العالم على ضرورة إيجاد يوم خاص بالعمال، يكرمون فيه، ويعلى فيه من شأنهم. وفيما يلي بعض التفاصيل حول عيد العمال.
عيد العمال
يعتبر عيد العمال من الأعياد العالمية المهمة، ويطلق عليه أيضا يوم العمل في عدد من الدول، وهو مناسبة تتبناها عدة أيدولوجيات فكرية حول العالم، كونه ينطلق من مبادئ إنسانية لا يمكن أن يختلف اثنان عليها.
بدأ يوم العمال في أستراليا في عام ألف وثمانمئة وستة وخمسين ميلادية، وسرعان ما انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث بدأت مطالبات عمال ولاية شيكاغو الأمريكية بتقليل عدد ساعات العمل، وانتشرت هذه المطالبات إلى ولايات أخرى، وإلى دول مجاورة، وكنتيجة لهذه الأحداث وللعديد من الأحداث الأخرى الهامة التي وقعت في دول أخرى، تم اعتماد يوم الأول من شهر مايو من كل عام كيوم رسمي عالمي للاحتفال بعيد العمال.
يعتبر الأول من مايو يوما مهما؛ إذ يحظى ببالغ الاهتمام من قبل الحكومات، والعمال، والنقابات العمالية، وغيرهم، حيث يعتبر يوم عطلة رسمية في معظم دول العالم، أما من ناحية النقابات، والحركات العمالية، فيعتبر هذا العيد مناسبة مهمة لتذكير الحكومات بحقوق العمال، ولدراسة أوضاع العمال في البلاد، وعمل تقييمات شاملة لكل ما يتعلق بهم، كما ويعتبر أيضا فرصة جيدة للقيام بالمظاهرات الشعبية، والمسيرات، وللتعبير عن الاحتجاجات على الأوضاع العمالية بكافة الطرق ووسائل والوسائل الممكنة. هذا وقد يجري استغلال هذا اليوم من قبل بعض المرشحين لشغل المناصب السياسية من أجل الترويج لحملاتهم الانتخابية.
في أمريكا، يجتمع عيد العمال عادة مع بداية فصل الصيف، وهو بهذا فرصة جيدة لكافة أفراد العائلة من أجل أخذ قسط من الراحة والاستجمام، ففي هذا اليوم تكثر الرحلات، ويمارس الأفراد الرياضات التي يحبونها، وتقام الفعاليات الفنية المختلفة التي ترفه عن الناس، وتجعلهم يستعيدون حيويتهم ونشاطهم من أجل استئناف العمل فيما بعد.